علي أحمد يكتب: هذا قولنا عن “الكضباشي” ومن يقول بغير ذلك نقول له “طوووط”.

73
الأستاذ علي أحمد..

ما من عضو عسكري منظم في مليشيا (سناء / كرتي) تمكن من خداع القوى السياسية السودانية، كشمس الدين الكباشي، لكنهم لا يعلمون، وإن كنا قدمنا لهم النُصح مرة بعد مرة، حتى مللنا.

مناسبة هذه المقدمة ليست (رمي اللوم) على القوى الديمقراطية المدنية، وإنما يأتي ذلك في سياق المناصحة وتعديل ما أعوج من المسيرة، فهذا الرجل – أي الكباشي – قال في خطابه أمس أمام جنود وضباط صف وضباط الفرقة الثانية مشاة بمدينة القضارف، ومعهم لفيف ومزيج عجيب غريب من الكتائب الجهادية والمتأسلمين واللصوص، قال إن الحرب لن تتوقف حتى (تحرير) مدينة الجنينة، مضيفاً بان من وصفهم بالمتمردين في أسوأ حالاتهم، لكنه لم يقدّم دليلاً واحداً على ذلك!

ما الذي يجعلني أُصدق من أطلق عليه الثوّار لقب (الكضباشي)، أو (الطووط)، وهي مفردة شارعية شبابية لا تخلو من البذاءة، وتعنيان معاً الكذاب الغارق في الكذب حتى أخامص قدميه، خصوصاً إذ لم يأت بدليل؟.. وهل انسحاب الدعم السريع من بعض الأزقة في أم درمان يعني أنهم في أسوأ حالاتهم؟

يا له من كذاب أشر، لكن زلة لسانه أوقعته في شر أعماله، كما يقولون، فقد قال مخاطباً إرهابيه الذين أتى اليهم ليرفع روحهم المعنوية، لكنهم من رفعوا روحه المعنوية، وهذه عبارة بعضها حقيقي وبعضها (فالصو)، فمن لا يملك روحاً معنوية لا يمكنه رفعها عند آخرين، لذلك لا الجنود والإرهابيين الذين معه لديهم ما يقدمونه للكباشي ولا هو لديه ما يقدمه لهم.

نعود إلى القوى المدنية والأحزاب السياسية، وخصوصاً تحالف قوى الحرية والتغيير، ونقول لهم مرة أخرى، إن هذا الكباشي كوز صريح، يؤدي دوراً مرسوماً بعناية شديدة من قبل قادته (علي كرتي وسناء حمد) وغيرهما، مثله مثل ياسر العطا، والأخير دوره يتلخص في شتيمة المجتمع الإقليمي والدولي، وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، ووصفهم بالمرتشين والفاسدين، ووصف دولة الإمارات بالمافيا، وما من مافيوزي مرتشٍ ومذعور غائب عن الوعي مثله. أما دور كبير الكذابين والفاسدين (بتاع الشقق) المعروف بالكضباشي، فهو إرباك القوى السياسية وخداعها، مرة بالتصريح مع أنه مع اتفاقية جدة، ومرة من خلال إبرامه مع عبد الرحيم دقلو، قائد ثاني الدعم السريع، اتفاقية مبادئ بالعاصمة البحرينية المنامة، ومرات بتسريب زيارات سرية حقيقية وزائفة إلى القاهرة للإيحاء بأنه يعمل على بلورة صفقات مع القوى السياسية، بينما هو يخدع ويخادع، وبالفعل قام بذلك في مهمته الخبيثة بالمنامة فقد كان يفعل ذلك كسباً للوقت حتى استلمت مليشيات البراء المسيرات الإيرانية، فتنصل عن اتفاق المبادئ وسربه إلى الانتهازي المقيت الصحفي (الظرف) مزمل أبو القاسم، فوأده.

كلاً، يقوم بدورٍ مرسوم بعناية، وبعض القوى المدنية تردد دون وعي (كباشي كباشي) وتسوقه وكأنه يريد إنهاء الحرب، فيما هو أسوأ ضابط في مليشيا الكيزان، فهو من أشعل الحرب وروج لها وأبدى مواقفاً متشددة في كل الأوقات ، وهو من أغلق الميناء وودس المحافير لحكومة حمدوك وفعل ما فعل حتى حدث ما حدث، أو (حدس ما حدس) على حسب قوله، وهو جهلول عظيم!

قال الفاسد الكذاب: إن زيارته للفرقة الثانية تأتي لاستكمال الترتيبات لحسم معركة ودمدني، يا له من مضحك؟، وقال فُضَ لسانه ان من سماهم المتمردين – يقصد الدعم السريع – كونوا إدارة مدنية في ولاية الجزيرة لرفع الروح المعنوية المنهارة لقواتهم”.

إختشي يا رجل .. ما الذي يجعل روح الدعم السريع منهارة؟ هل أخرجتها من ولاية الخرطوم؟ أم من الجزيرة وولايات دارفور ونواحي كردفان والنيل الأبيض وسنار والقضارف (بالقرب من الفاو)، أم أن (تحريرك) لمبنى الإذاعة وثلاثة أحياء وخمسة أزقة في أم درمان القديمة يعتبر انتصاراً ساحقاً وهزيمة نكراء للدعم السريع؟.

هذا قولنا عن الكضباشي ومن يقول بغير ذلك نقول له: طوووط.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *