البيان الختامي لإجتماعات الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”.

60

 

 

أديس أبابا: بلو نيوز الإخبارية-

 

انعقد اجتماع الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا خلال الفترة من 2-4 أبريل 2024م، وهو أول اجتماع أرضي للهيئة منذ تكوينها حيث جاء في توقيت تفصلنا فيه أيام معدودات على إكمال حرب الخامس عشر من أبريل اللعينة عامها الأول، وهي حرب لم ولن تجلب لبلادنا سوى الخراب والانقسام والدمار حيث قٌتل عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين، وشٌرد الملايين منهم بعد أن فقدوا كل ممتلكاتهم ومدخراتهم وسبل عيشهم.

دمّرت الحرب البنية التحتية والمقدرات العسكرية للدولة، ومزّقت النسيج الاجتماعي وطبّعت مع خطابات الكراهية والعنصرية، وجعلت البلاد بيئة خصبة للأنشطة الإرهابية وللتنازع بين قوى إقليمية ودولية، وخلقت أكبر كارثة نزوح في العالم وهاهو شبح المجاعة الآن يطل برأسه مهدداً ملايين السودانيين/ات بالموت جوعا إذا نجو من الموت بالرصاص أو بالقصف،

لذا كان لزاماً علينا أن نضاعف جهودنا من أجل التصدي لهذه الكوارث والمخاطر فكل يوم يمر تقترب فيه بلادنا من نقطة اللا عودة، فتكاثر المليشيات وانتشار السلاح والانقسامات الاجتماعية الحادة والتدخلات الخارجية السالبة ستفتت كيان الدولة وتخلق حالة انهيار وتلاشي كلي للسودان.

استشعاراً منّا لهذه الكارثة التي حلّت بالبلاد والمخاطر المتزايدة في بلادنا، انعقد اجتماع الهيئة القيادية بروح عمل جماعي جاد واضعا مصلحة بلادنا وشعبنا نصب عينيه وقضية الأزمة الانسانية وسبل وقف الحرب كأولوية قصوى.

كما ناقش الاجتماع قضايا تطوير وتوسيع (تقدم) ومواصلة وتجويد التحضير لانعقاد المؤتمر التأسيسي خلال الأسابيع القادمة.

وبشكل عميق ومكثف تركز النقاش حول محاور شملت القضايا الإنسانية والإغاثة، قضايا وقف الحرب والرؤية السياسية وقضايا البناء التنظيمي ل (تقدم)، وقد خلص الاجتماع الى عشرات التوصيات وفيما يلي نستعرض بعض أهم القرارات والتوصيات التي لها تأثير مباشر على الغالبية العظمى من بنات وبني شعبنا الصابر الصامد المكلوم:

  • أولاً: المحور الإنساني:

1. دعم مخرجات اجتماع 23 مارس الذي دعا له د. عبد الله حمدوك مجموعة من الفاعلين المدنيين السودانيين، الذين توافقوا على تكوين فريق عمل لتنسيق العمل الإنساني.

2. الضغط على الأطراف المتحاربة لتأمين وفتح المسارات لتوصيل المساعدات الإنسانية وتوفير الحماية للعاملين في مجال العون الإنساني.

3. حث المجتمع الدولي على الاستجابة الفعّالة لتوفير التزامات تخفف من آثار الأزمة الإنسانية في السودان بما فى ذلك تمويل الموسم الزراعي، وفي هذا السياق فإننا نرحب بمؤتمر باريس الذي سينعقد في 15 أبريل لمخاطبة الأزمة الإنسانية وتوفير الموارد اللازمة لذلك.

4. مناشدة دول الجوار المباشر والجوار الإقليمي لتسهيل إجراءات الدخول والحصول على الإقامات للسودانيين وتوفيق أوضاعهم فيما يلي (العلاج، التعليم، العمل).

5. ايجاد آلية مناسبة بالتنسيق مع المنظمات الدولية العاملة فى مجال التعليم فى أزمنة الطوارئ لمعالجة مشكلة فقدان العام الدراسي في التعليم العام والجامعي بالصيغة التي تضمن الاستفادة القصوى فئوياً وجغرافياً بما في ذلك شحذ القدرات المحلية بقدر المستطاع.

6. تشكيل وفد من (تقدم) لزيارة معسكرات اللاجئين السودانيين فى دول الجوار للوقوف على أوضاعهم واحتياجاتهم والتواصل مع هذه الدول بغرض تسهيل أوضاع السودانيين.

  • ثانياً: محور وقف الحرب وإحلال السلام:

1. أدان الاجتماع تصاعد انتهاكات أطراف الحرب ضد المدنيين لا سيما الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع مؤخراً في عدد من الولايات التي تسيطر عليها، وجرائم القصف الجوي بواسطة القوات المسلحة خصوصاً في ولايات دارفور وجنوب كردفان وغرب دارفور، ودعا الطرفين للكف عن استهداف المدنيين والعمل على حمايتهم، وتؤكد “تقدم” بأنها ستتخذ كل الخطوات الضرورية من أجل حماية المدنيين ووقف الانتهاكات والتعاون مع لجنة التحقيق الدولية للكشف عن مرتكبيها ومحاسبتهم بما يوفر العدالة والإنصاف وجبر الضرر.

2. أجاز الاجتماع رؤية سياسية تحت عنوان: عام من الحرب: رؤية لإنهاء الحرب وإعادة بناء الدولة السودانية، احتوت على تصورنا لأسس ومبادئ الحل السياسي الشامل، ووقف العدائيات والمساعدات الإنسانية، وتصميم العملية السياسية وأطرافها وقضاياها ودور الوساطة والتيسير الدولي والإقليمي، هذا وستنشر الرؤية كاملة للرأي العام رفقة بالبيان الختامي.

3. تدعم “تقدم” كل الجهود الحثيثة الساعية للوصول إلى وقف العدائيات على أن يعقبه وقف شامل لإطلاق النار يقود إلى إنهاء الحرب وإحلال السلام بالتزامن مع البدء فى عملية سياسية تفضي إلى حل سياسي شامل، ومع ذلك نرى أن تعدد المنابر وتعدد الوسطاء مهدر للطاقات ويعطي فرص للطرف المتعنت للتبضع والتسوق في سوق المبادرات بل وتوظيف هذه المبادرات كوسيلة للتنصل من أي التزامات تمت فى منابر أخرى والبدء من الصفر فى كل عملية تفاوضية جديدة.

يجب أن تقوم العملية التفاوضية على ما تم الاتفاق عليه مسبقا فى جولات التفاوض السابقة بغض النظر عن المنبر الذي تمت من خلاله وأن لا يسمح بأن تبدأ عملية تفاوضية جديدة من الصفر في كل مبادرة أو منبر.

وفى هذا الصدد يجب أن يكون للقوى المدنية حضور ومشاركة في العملية التفاوضية وسنعمل مع القوى الإقليمية والدولية على توحيد عملية التنسيق بين كل الوسطاء والمبادرات وضمان وجود المدنيين فيها.

4. مواصلة الاتصالات مع القوات المسلحة بغرض الوصول لاتفاق على إعلان سياسي على شاكلة إعلان أديس أبابا.

5. رفع مستوى الحساسية في التعامل مع قضايا الانتهاكات بشكل عام وخصوصا قضايا الانتهاكات الجنسية ضد النساء التي ترتكب بواسطة طرفي النزاع.

6. التواصل فورا مع مختلف المكونات السياسية التي تناهض الحرب والشمولية بهدف عقد اجتماع تمهيدي لهذه القوي تعقبه مائدة مستديرة حول رؤية للعملية السياسية الشاملة التي لا تستثني سوى المؤتمر الوطني -الحركة الإسلامية وواجهاتها.

7. تدعو “تقدم” أطراف الحرب وجماعات الحقوق والحريات الصحفية لحماية حرية الصحافة وحق الحصول على المعلومات وتدين بشدّة قرارات سحب تراخيص قنوات العربية والحدث وسكاي نيوز وتعتبره انتهاكا خطيرا لحرية الصحافة و حرية التعبير.

وفى ذات السياق تناشد (تقدم) طرفي الحرب بعدم استخدام الاتصالات كسلاح من أسلحة الحرب والمحافظة على الموارد والمنشآت النفطية.

  • ثالثاً: محور المؤتمر التأسيسي ل (تقدم) والقضايا التنظيمية:

1. تابع الاجتماع التحضيرات للمؤتمر التأسيسي وأجاز تقارير اللجان المختصة، وقرر تكثيف الجهود لعقد المؤتمر التأسيسي خلال شهر مايو القادم، كما أجاز مسودة جدول الأعمال ومشروع النظام الأساسي الذي سيطرح في المؤتمر التأسيسي.

2. درست الهيئة القيادية كل المذكرات التي استلمتها وعلى رأسها مذكرة حزب الأمة القومي والجبهة الثورية ونقابة الصحفيين والحارسات وتجمع العاملين بقطاع النفط، وثمنت ما ورد فيها من رؤى إصلاحية، وتعاطت معها بصورة إيجابية وحملت قرارات الاجتماع معالجات شاملة للقضايا التي طرحتها.

3. قرر الاجتماع تكثيف التواصل مع الفاعلين المدنيين الديمقراطيين المؤمنين بوقف الحرب ومناهضة الانقلابات العسكرية بغرض تجميع مجهودات وتوسيع قاعدة العمل المشترك بينهم، وضمان أن يكون المؤتمر التأسيسي معبراً عن أوسع قاعدة مدنية ممكنة، كما كون لجنة للبت في طلبات الانضمام ل (تقدم) تفرغ من أعمالها خلال فترة زمنية وجيزة.

4. قررت الهيئة القيادية نشر إعلان في الوسائط الرسمية ل (تقدم) لحث الراغبين في المشاركة في أعمال (تقدم) للتواصل معها عبر القنوات الرسمية.

  • خاتمة:

نحن إذ نشارك جموع السودانيات والسودانيين مخرجات اجتماعانا المفصلي ورؤيتنا لوقف الحرب والحل السياسي بعد مرور عام على حرب الخامس عشر من أبريل نستحضر الآثار الكارثية التى خلفتها الحرب من دمار وأحزان وضغائن ومن انتهاكات جسيمة فى حق المدنيين العٌزل، ونعي بكل ألم وحسرة أن الاسوأ هو حالة الانقسام المجتمعي العميقة التي حلّت بالبلاد والتي تفاقمها حملات التضليل التي يقوم بها حزب المؤتمر الوطني وأذرعه بهدف إفراغ الفضاء المدني من القوى الديمقراطية والثورية حتي يتسني لهم هندسة مستقبل البلاد لاستمرار الحكم الشمولي للاستئثار بالموارد لقلة من المنتفعين ظلت تعبث بمقدرات البلاد لأكثر من ثلاثة عقود خلت بما فيها تقويض الانتقال المدني الديمقراطي وإشعال حرب 15 أبريل.

إننا فى تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” نشارك هذه الرؤية مع كل بنات وأبناء شعبنا وقواه المدنية والديمقراطية، وندعوهم للتسامي فوق صغائر النفوس والانخراط في حوار وتنسيق حول كيفية إنهاء الحرب وبناء دولة الحرية والسلام والمساواة والرفاه، ولا يفوتنا أن نهنئ أهلنا في مراكز النزوح وفى دول اللجوء بمناسبة شهر رمضان الكريم وعيد الفطر المبارك ونتمني من الله أن يعود علينا وبلادنا تنعم بالسلام والإخاء والاستقرار وقد عادت البسمة الى وجوه أطفالنا وقد بدأت قلوبنا بالتصافي وعقولنا فى الانفتاح نحو مستقبل أرحب لنا ولبلادنا.

ولا يفوتنا أن نتوجه بالشكر لجمهورية اثيوبيا الفيدرالية الشقيقة حكومة وشعبا على استضافتهم لهذا الاجتماع وعلى توفير فرص نجاحه وخروجه بهذا الشكل المشرّف، كما لا يفوتنا ألا نشكر دول الجوار التي سهلت حركة ممثلينا لحضور هذا الاجتماع ومن العودة .

 

أديس أبابا 4 أبريل 2024م

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *