“الحركات” وقصة رفض بيان “القاهرة”.!!

311

أبوعبيدة برغوث يكتب:

“الحركات” وقصة رفض بيان “القاهرة”.!!

يا صديقى وأنا أجلس هنا وعبق البخور الصوفى يغطى المكان فى حضرة الطيبين الصالحين

ومازلت ايضآ أستمع لصوت هطول المطر وأنغام الموسيقى فى ليلها المغطى بضجيج الحب والإنتما ء الى أرض البركات ونشأة الديانات السماوية ،،،

هنا وضعت العصا وأنخت حروف الكتابة وتركت نفسى للتأمل لتفتتن بالأفق الماثل أمامنا عند بزوغ الفجر ورست ذاكرتى عند زبد النيل القديم وعدت إلى حيث أن الموت هو مولد جديد فى الزمان عنده تعود قوافل الأموات إلى الديار ،،، فادركت حينها ياصديقى إنني أنتمى إلى حيث غروب الشمس وشفقها،،، وهناك كانت بداية الحروب المدمرة التى كانت سلسلة للفواجع منذ عام 2003م حيث مات ونزح وتهجر الناس فيها ، حصدت تلك الحرب بإسم المظالم وبإسم التحرير وبإسم العدالة أكثر من 300 ألف مواطن وشردت أكثر من 2 مليون شخص مقسمين مابين معسكرات النزوح المتناثرة في الداخل ومعسكرات اللجؤ في دول الجوار، وهى ذات الحرب التى دفعت الضمير الإنساني العالمى أن يتخذ فى شأنها قرارات أصدرت من خلالها المحكمة الجنائية الدولية مذكرات بتوقيف رمز الطغاة ورأس الإستبداد المخلوع عمر البشير وآخرون مازالوا فاعلين فى هذه الحرب التى إندلعت بتخطيط منهم فى 15 ابريل 2023م يمارسون فيها نهجهم القديم فى القتل والتمثيل بجثث الضحايا وإشعال الفتن بين القبائل من خلال تقسيم الناس وتجريدهم من سودانيتهم وهو ما دفع السودانيين الى الوحدة فيما بينهم لكسر بندقيتهم التى ظلت مصوبه إلي صدر السكان فى أقاليم بلادنا المختلفة.

ولكن ياصديقى إن الذين تسببوا فى موت الضحايا من الحركات المسلحة تخلوا عنهم ولم يقفوا لإنصافهم بل ظلوا يعملوا على دفن مطالب العدالة تحت تراب العدم من أجل مصالحهم الشخصية الضيقة والتي فضحتها بكاء أطفال المعسكرات وأنين النازحين واللاجئين وحسرات النساء في معسكرات كلمة والحصاحيصا وأبو شوك والجنينة وغيرها، وأتضح موقفهم هذا من خلال مؤتمر القاهرة الذى رفضوا فيه التوقيع على البيان الختامى بحجة انه لم يدين الدعم السريع، فى الوقت الذي رفضوا فيه أن يكتب أى نص يدين جلادهم من قوات الجيش الذي قتل الآلاف من المواطنين عبر براميله المتفجرة الحارقة.

أنا هنا ياصديقى لست مندهشا فهؤلاء عندما وقعوا إتفاقية جوبا فرض ئانب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو ضرورة تسليم وتقديم المتهمين فى حريق دارفور إلى العدالة أو تسليمهم إلى المحكمة الجنائية فرفض جبريل ومناوي وتماطلوا بل أخشى ان هؤلاء المطلوبين للمحكمة الجنائية تحت حماية قواتهم.

إذن ياصديقى أنا هنا استحضر جملة قلتها أنت فى سياق تعليقاتك حول تصريحات سناء حمد للجزيرة أمس حيث قلت لي أن الحركة الإسلامية لن تذهب إلى السلام إلا عندما تتأكد أن طريق النصر أمامها أصبح مستحيلا وهذا ما حدث الآن خاصة أن قوات الدعم السريع تتقدم بصورة كبيرة فى كافة المحاور وهى مرحلة تشير إلى السقوط الكبير.

لذا اعتقد ان هناك من يحاول حماية الذين إرتكبوا جرائم بحق السكان فى دارفور وكردفان والنيل الأزرق وجبال النوبة وشرق السودان ،،،، وأما رفض جبريل ومناوى وعقار التوقيع على البيان الختامى لمؤتمر القاهرة فهى فى تقديرى محاولة بائسه للفت الأنظار إليهم وبأنهم حاضرين في المشهد ، ويجب أن تشملهم أي تسوية قادمة ، وإن كانت حقائق القوة فى الأرض هى التى تكتب نصوص الإتفاق القادم وبالتالي المستقبل القادم.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *