الجنرالين “الكباشي والعطا” .. صراع نفوذ أم تبادل أدوار.؟

67

إيهاب مادبو يكتب:

الجنرالين “الكباشي والعطا” .. صراع نفوذ أم تبادل أدوار.؟

قبل ايام مضت ادلى الفريق اول بتصريحات وصفها العديد من المتابعين بإنها الحلقة الاخيرة من تمظهرات صراع الرجلين بالجيش السودانى الكباشي والعطا والذي بحسب المتابعين قد يحدث إنقساما كبيرا بالجيش لجهة ان الكباشي يسيطر على القوة البشرية وهى الكتلة الاقوى فى حسم صراع الجنرالين.

وبدأت بوادر الخلاف بين الجنرالين بعد خطاب ألقاه نائب قائد الجيش أمام حشد من قوات جيش تحرير السودان جناح مناوي، الخميس الماضي بمدينة القضارف، إذ تحدث عن ضرورة “ضبط المقاومة الشعبية”، وحذر من أنها يمكن أن تكون “الخطر القادم على السودان”، كما وجه قادة الوحدات العسكرية المختلفة بضرورة تقنين عملية توزيع الأسلحة، وألا يسمح بحمل السلاح لمن لا يتبعون للقوات المسلحة خارج معسكرات الجيش

الأمر الذى اعتبره العديد من المحللين مؤشراً قوياً على وجود صراع في قيادة الجيش حول الموقف من الحرب والسلام، خصوصا مواقف وتصريحات الكباشي التى تعتبر توجهاً لوقف الحرب عبر التفاوض، وربطوا ذلك بأن الرجل عقب خروجه من الحصار داخل القيادة العامة للجيش أعلن عودة فريقه إلى التفاوض في منبر جدة، إضافة إلى أنه توصل لمشروع اتفاق مع نائب قائد «قوات الدعم السريع» في العاصمة البحرينية المنامة، بوساطة رباعية، سعودية أميركية إماراتية مصرية

وقبل ايام وبينما تشهد فيه ‎جنيف تفاوضاً غير مباشر بين وفدي الجيش والدعم السريع؛ من أجل الوصول إلى هدنة إنسانية تسمح بإنسياب المساعدات الإغاثية وحماية المدنيين . خرج العطا في خطاب بمنطقة ‎أمدرمان ،قائلا إنهم لن يهادنوا أو يتفاوضوا مع «قوات الدعم السريع» ولو حاربوا لمائة عام الامر الذي جميع السودانين بالأحباط فى وقت اعتبر فيها محللين سياسيين انها تصريحات جاءت بعد ان وصل الصراع بين الرجلين لذروته وماعادت المسكنات ان تحتويه.

ومنذ تفجر الحرب في 15 أبريل سيطرت قوات الدعم السريع على مساحات واسعة من السودان، واستولت على مناطق عسكرية استراتيجية في مختلف أنحاء البلاد، كان آخرها الاستيلاء على أجزاء من ولاية ‎سنار في وسط البلاد، بما فيها مدينة ‎سنجة عاصمة الولاية، في حين اقتصر وجود الجيش في عدد من ولايات البلاد داخل حامياته العسكرية التي تتعرّض لهجمات مستمرة من الدعم السريع.

تجديد المنقار:

الاستاذ والخبير الإعلامى موسي جودة مدير المركز السوداني للاعلام الديمقراطي وصف الصراع بإنه يعود لصراع بين مراكز قوي داخل الجيش والاجهزة الامنية والشرطيه ، نتيجة طبيعية الأختلاف وجهات النظر حول أدارة البلاد فيما عرف بعملية “تجديد المنقار” والاستمرار بوجوه مدنية عسكرية جديده اثر هذا الخلاف في تماسك المركز السياسي والامني داخل بنية النظام ،مضيفا بان الصراع داخل المؤسسة العسكرية والامنية قديم منذ ايام البشير ماقبل 2019 ، تيار مجموعة نافع واخرين ، وتيار علي عثمان واخرون حول من يخلف نظام الجنرال عمر البشير ،نشط كل تيار لأستقطاب انصار له داخل المؤسسة الامنية ، بعد ان عجزو في بناء تنظيم مدني شعبي يقود البلاد عبر صندوق الانتخابات والواقع يقول إنه أمتداد لسلسال الاطماع بين التيارات الامنية ، والمدنية في العودة الي السلطة ، فيما عرف ب”الانتقال المتحكم فيه ” مابعد تغيير ديسمبر 2019- عندما فشلوا في سيناريو الانتخابات المبكره أتجهوا نحو خيار الحرب .

الواقع الان:

ويقول جودة ان مابعد حرب ابريل 2023م وحصار القيادات العسكرية داخل القواعد اصبحت قيادة الجيش ارخبيل من الجزر المعزوله واصحبت ادارة الحرب مع قوات الدعم السريع تقديرات خاصة لكل قائد حينها ،ظهر الجنرال العطا قائد لمنطقة ام درمان العسكريه يحدد تاريخ انهاء الحرب بالانتصار الكاسح علي قوات الدعم السريع خلال “اسبوعين ” كما خرج الجنرال الكباشي من القيادة العامه “حسب علمي” بالاتفاق بين طرفي الحرب الجيش و الدعم السريع بهدف الشروع في مفاوضات وقف اطلاق النار الشامل ، ولكن خرج الكباشي وقام بزيارات الي الوحدات العسكريه يهاجم قوات الدعم السريع ويصفها ب”المتمرده” ويتوعدها بالهزيمة الكاسحه ، فيما يجري حوارا سريا في منبر الدوحه ويوقع علي (22) بندا لمعالجة اسباب الحرب ويتراجع عنها بعد هاتف من قيادته .

مصادر قوة الجنرالان:

مدير المركز السوداني للاعلام الديمقراطي يري إن الجنرال كباشي ، في “الاقدمية ” العسكرية أعلي رتبة من العطا ، يتمتع بقوة تاكيد داخل الجيش ،و له ميزات منها قوة حضور أثنية الكباشي داخل الجيش وهو خلل بنيوي لازم المؤسسة العسكرية ، اما الجنرال العطا ، مصدر قوته اجتماع قرية جلاس شمال البلاد في ألعام الماضي2023م ،الذي حدد استراتيجية الحرب وقيادة “علي كرتي” للمشهد العسكري والسياسي وادارة الحرب علي ثلاث مسارات :

المسار الاول : عدم الغياب من اي منبر تفاوضي وقبول اي مبادر مع رفض التوقيع

المسار الثاني : استجلاب طائرات درون من اذربيجان وتركيا وايران لأحداث تفوق جوي في المعركة.

المسار الثالث : تجنيد عدد (150) الف مستنفر لاحداث توازن في المشاة وباتالي يحققوا نصرا محدودا ، علي قوات الدعم السريع واحداث انقسام داخلها ثم العودة الي منبر جدة.

إنقسام الجيش بات وشيكا:

اما الباحث فى الشؤون العسكرية محمود على فضال فيري ان مايحدث داخل المؤسسة العسكرية هو صراع سيطرة ونفوذ ،قد يقود الى إنقسام بداخل الجيش لانعدام العقيدة العسكرية وغياب التراتبية بين القادة والجنود الامر الذي تفسره سقوط العديد من الحاميات والفرق العسكرى لخلل بنيوي صاحب مسيرة القوات المسلحة منذ تأسيسها حيث فشل القادة العسكريون على تطوير المؤسسة لنحو يجعلها تبتعد عن ممارسة السياسة وتلتزم بحماية الدستور والنظام الديمقراطى ، واضاف فضال بأن العبث الذي ادخله الاسلاميين بالمؤسسة العسكرية جعلها فاشلة فى حماية البلاد من الأعداد والحرب الحالية كشفت العيوب والخطط العسكرية التى يعانى منها الجيش رغم امكانياته المادية والبشرية.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *