إيهاب مادبو: لا .. لن يعودوا.!!
إيهاب مادبو: لا .. لن يعودوا.!!
والمشهد السياسي والعسكرى الآن تتحكم في صيرورته جماعات الإسلام السياسي بعد سيطرتها على الجيش وإختطافه من قبل خلاياها بالأجهزة الأمنية والإدارات الأهلية بهدف هد المعبد وإغراق البلاد في الفوضى الخلاقة.
* وتتحرك تلك الجماعة باستغلال حالة انسداد العقل السياسي السوداني وسيناريوهاته المظلمة باستخدام عناصرها في الأجهزة الأمنية التي وصلت فيها حالة الاستقطاب الأمني والإثني إلى توقعات الحرب الأهلية فى السودان تحقيقا لشعارهم بإراقة كل الدماء
* ونجح الإسلاميون في خلق اصطفاف مدني عسكري وهي حالة استقطاب حرجة للغاية وللأسف وقع في فخ الاستدراج نخب المركز الثقافي لدرجة الاحتواء التام للمشهد بما ينذر ذلك بكارثة إن لم تتدارك تلك النخبة الموقف الصحيح لفك الاختناق وتهيئة المشهد للتحول الديمقراطي.
* ونتيجة لفخ خطاب الكراهية والتحريض ضد الآخر المختلف ثقافيا فقد أعاد الإسلاميون تموضعهم في المشهد بصورة خطيرة للغاية، بل مهدد أساسي للدولة إذا لم تتدارك جميع النخبة والأنتلجنسيا خطورة الموقف وتتواطأ على تقديم تنازلات لصالح معالجة تعثر الانتقال الديمقراطي.
* لن يعود الإسلاميون مرة أخرى بعد أن مارست أسوأ تجربة حكم استمرت زهاء الثلاثين عاماً مارست فيها أسوأ الانتهاكات الإنسانية وإهدار كرامة الإنسان السوداني وتخريب الاقتصاد الوطني لصالح واجهات التنظيم السياسي وقياداته.
* لن يعودوا حتى لا تعود بيوت الأشباح والاعتقالات التعسفية والقتل والتشريد والاغتصاب وتضييق الخناق على الحريات العامة بتقييد حرية الصحافة والتعبير والتظاهر كحقوق تضمنتها المواثيق الدولية التي صادق عليها السودان.
* لن يعودوا.. لتعود عمليات الاغتيال السياسي ضد الآخر المختلف في الرأي فيما تعارف عليها في تلك الحقبة السوداء بـ(الطابور الخامس) الذي بسببه تم إهدار حياة المئات من المواطنين بكادقلي في منطقة تعرف بخور العفن الذي تحولت تسميته نتيجة لتلك المجازر الإنسانية في التسعينيات.
* لن يعودوا وما زالت الجراح تنزف والأرامل ينتظرن حكماً قضائياً ضد الذين أزهقوا أرواحاً بريئة لا لشيء سوى أنهم قالوا (لا) لحكم الإخوان المسلمين ولا للحكم الديكتاتوري، وكان مصيرهم هو القتل تحت ذريعة الطابور الخامس.
كيف يعودوا ودخاخين حروبهم ما زالت تعانق السماء لتحولها إلى كتلة سوداء ظللت سماواتنا السياسية كأسوأ تجربة حكم في تاريخنا السياسي السوداني، تحولت فيها البلاد إلى معسكرات وجيوش ذات طابع إثني وسياسي.
لن يعودا إذا ما فطنت تلك القوى السياسية إلى خطورة الأوضاع وتحولاتها على استقرار البلاد وتأمين مستقبل مسار التحول الديمقراطي.