علي أحمد يكتب: البرهان يلعب على رؤوس الأفاعي .. لن ينجو من اللدغ.!!

313

الأستاذ علي أحمد..

علي أحمد يكتب: البرهان يلعب على رؤوس الأفاعي .. لن ينجو من اللدغ.!!

كلما استمرت الحرب يضيق حال الشعب السوداني أكثر فأكثر، يتهدده الموت وتتخطفه المجاعات والكوارث والضياع في المنافي داخل البلد وخارجه، مثلما تعرض وحدة بلده لاختبار قاسٍ قد تكون نتيجته التفتت والتشظي والضياع.

في المقابل يضيق الخناق على قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الذي وضع نفسه في خازوقٍ كبير، أشبه بـ(شرك أم زريدو) الذي قال عنه قائد قوات الدعم السريع، وما حادثة أمس الأول التي استهدفته بمسيرتين خلال حفل تخريج دفعة جديدة من طلاب الكلية الحربية (أي كلية حربية – لا أدري؟)، بمنطقة “جبيت” العسكرية في شرق السودان، إلاّ تجليّاً سطحياً لأم زريدو، حتى يأتي يوم يجد نفسه (يفرفر) في عمقه، خصوصاً وإنه أصبح كالمنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى.

لن يجد البرهان مكاناً آمناً في السودان، طالما لا يمتلك الإرادة الكافية لوقف الحرب التي أشعلها من أجل الاستئثار بالسلطة عندما خدعه كبير الإرهابيين (علي كرتي) بأن بمقدور حركته الإسلاموية دعمه وحسم المعركة لصالحه فتحالف معه ودخل وكر الضباع دون أن يسم الله ويستعيذ من الشيطان الرجيم.

هجوم أمس على البرهان وهو في ما ظنه حصن منيع في أقصى شرق السودان وسط جنوده في منطقة جبيت العسكرية والذي أدّى إلى مقتل (5) جنود، وفرار البقية بما فيهم قائد الجيش الذي بدت عليه علامات الذعر والهلع والخوف الشديد والتوتر بعد أن تم إجلاؤه إلى معهد المشاة بجبيت ليلقي كلمته من هناك وهو في حالة يُرثى لها، يعني أن لا مكان آمن من هذه الحرب إلا طاولة المفاوضات، وإن العناد أو التردد لا يعصمان من الموت الذي إذا كان لا بد منه، فمن العار أن يموت الإنسان جباناً.

لم تصدر عن قيادة الجيش حتى الآن توضيحات كافية بشأن الهجوم، لكن تزامنه مع تفاقم الخلافات داخل حاضنة و(تحالف الجيش) فيما يتعلق بالذهاب إلى مفاوضات جنيف المقترحه من عدمه، وعدم رضا المليشيات الإسلامية الإرهابية وكتائب المرتزقة من ما يُسمى بالحركات المسلحة التي تقاتل بجانب الجيش، ووقوف مساعد البرهان ياسر العطا حجر عثرة أمام أي خطوة نحو التفاوض وارتماؤه التام في احضان الإرهابيين الإسلاميين، يرجح فرضية إن حلفاؤه الكيزان هم أطلقوا عليه المسيرتان لإرهابه وبث الخوف والذعر في قلبه لإثناءه عن الذهاب إلى منبر جنيف، وهناك عدة مؤشرات تدل على ذلك، على رأسها الموقف المعلن لحزب الحركة الإسلامية (المؤتمر الوطني) المخلوع، وموقف المليشيات الإرهابية التابعة له من المفاوضات عموماً، والحملات الإسفيرية على وسائل التواصل الاجتماعي التي نظمتها الجماعة الإرهابية للحيلولة دون ذهاب وفد الجيش إلى جنيف، بالإضافة إلى التسريبات العديدة التي روّج لها إعلام الكيزان، وأخطرها ما كشف عنها الصحفي الإخواني المرتبط بأجهزة المخابرات والأمن “عطاف عبد الوهاب” في مجموعة واتساب يترأسها تحت عنوان ( صحافسيون الإخبارية)، حيث أكد الأحد الماضي لأعضاء المجموعة أن شخصية مهمة ستذهب إلى (السماء ذات البروج) خلال (72) ساعة، وهذا ما حدث وإن نجا البرهان الذي تم استهدافه عقب ثلاثة أيام من تسريب هذا الصحفي المخابراتي.

كل هذه الأمور مجتمعة، تم تفسيرها على نطاق واسع من أن جماعة الإخوان الإرهابية (الكيزان) تريد التخلص من حليفها عبد الفتاح البرهان ونائبه الكباشي، و تنصيب مساعده ياسر العطا بديلاً له، ويشار في هذا الصدد أن نفس الصحفي المخابراتي (عطاف) الذي سرب خبر استهداف البرهان، كان قد نظم حملة توقيعات قبل عام تقريباً من الآن، لإزاحة البرهان من قيادة القوات المسلحة وإحلال ياسر العطا بديلاً له، وقد وقع عليها صحافيون وإعلاميون كبار يتلقون أجوراً منتظمة من الحركة الإسلامية.

وأخيراً وليس آخراً، على قائد الجيش حسم أمره لأن الاستمرار في اللعب على رؤوس الأفاعي سيكلفه شططاً، ولربما أفضى إلى مقتلة من أقرب حلفاءه، وهذا هو المرجح، إذ لا أمان في وجود (الكيزان).

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *