بعد تصريحات ياسر العطا.. هل يتجه السودان للتحالف مع الشرق؟

36

بلو نيوز الإخبارية: وكالات-

أثار حديث ياسر العطا عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للجيش السوداني جدلا بشأن توجه السودان للانخراط في محور إستراتيجي جديد يتشكل من دول كبرى ومن أخرى داخل الإقليم وخارجه، بعدما عملت قوى إقليمية على حصار السودان وعزله، حسب تعبيره.

وأعلن العطا، خلال حديث بثه التلفزيون السوداني الرسمي السبت، أن الفترة المقبلة ستشهد انتصارات حاسمة للجيش في كل محاور القتال بعدما حصل مؤخرا على إمدادات عسكرية كبيرة، مع توقعات باستلام أسلحة نوعية أخرى “ستكون بداية لنهاية قوات الدعم السريع”، حسب قوله.

كما كشف أن رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان قد أبلغه عبر الهاتف قبل أيام برغبته في التنحي، على أن يتفق العطا مع شمس الدين كباشي نائب قائد الجيش على نقل السلطة للأخير، لكنه أوضح أنه تمكّن من ثنيه عن رغبته هذه وأقنعه بالاستمرار إلى حين “هزيمة مليشيا الدعم السريع، ومن ثم الدخول في فترة انتقالية قصيرة لترتيب أوضاع البلاد وتنظيم انتخابات وبعدها يغادر العسكريون السلطة”.

وانتقد العطا بشدة القوى السياسية في تنسيقية تحالف القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، واتهمها بالعمالة والخيانة، وقال إنها طلبت فترة انتقالية مدتها أربع سنوات لأن “لديهم مشروعا يريدون إنجازه خلال هذه المدة”، والآن يرددون “لا للحرب”، وتابع “من أشعل الحرب من السياسيين هم من يسعون الآن لإيقافها”.

“تقدم” ترد:

غير أن الناطق الرسمي باسم تحالف “تقدم” بكري الجاك رفض اتهامات العطا، ووصفها بأنها “كاذبة وتعكس عدم المسؤولية”، وقال “إنه غارق في سفك دماء السودانيين، وليس له أفضلية أخلاقية لتوزيع صكوك الوطنية”.

وقال الجاك، في بيان اليوم الأحد، إن العطا “لا يملك رؤية للحرب والسلام”، مؤكدا أن “حديث مساعد قائد الجيش لا يزيدهم إلا تمسكا بطريق البحث عن السلام ولن تثنيهم المصاعب”، وطالب قيادة الجيش بالتحلي بالشجاعة واتخاذ قرار الذهاب إلى طاولة المفاوضات للوصول إلى حل سلمي يعالج أمهات القضايا التي أدت إلى الحرب.

من جهته، قال الباشا طبيق مستشار قائد قوات الدعم السريع في تغريدة على منصة “إكس” إن حديث العطا عن رغبة البرهان في التنحي “تعكس الحالة النفسية لقائد الجيش بسبب الانتصارات المتوالية لقوات الدعم السريع، كما تعكس الخلافات بين الكباشي والعطا الذي يتحكم في قرار الجيش”، على حد قوله.

أسلحة ومحور:

وكشفت مصادر قريبة من مجلس السيادة -طلبت عدم الكشف عن هوياتها- أن الجيش حصل على أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية متطورة بعدما عانى من نقص تحدث عنه قائد الجيش والعطا خلال لقائه بإعلاميين سودانيين وأجانب خلال يونيوالماضي.

وحسب حديث المصادر لـ “الجزيرة نت”، فإن الحكومة اشترت أسلحة من دول شرقية ظلت تتعامل معها خلال العقود الثلاثة الأخيرة، وبعضها تربطها معها اتفاقات تعاون عسكري وشراكة في الصناعات الدفاعية.

وتبين المصادر ذاتها أن قوى إقليمية عرقلت خلال الفترة السابقة وصول شحنات أسلحة إلى السودان لمدة تزيد عن 3 أشهر بحجة أن هناك حظرا دوليا على الأسلحة للسودان، رغم إدراكها أن الحظر يقتصر على إقليم دارفور، كما أن هناك قوى أخرى اشترت أسلحة تعاقد عليها السودان “بهدف خنق الجيش وتغيير المعادلة لصالح مليشيا الدعم السريع”.

نقلا عن صحيفة التغيير.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *