رشا عوض: قصة “الحوار” مع “الكيزان”.!!
رشا عوض: قصة “الحوار” مع “الكيزان”.!!
الدعوة الى الحوار مع الكيزان حتى تتوقف الحرب لا معنى لها، لان الكيزان والى حين اشعار اخر فاقدين حاسة السمع لاي صوت سوى صوت انانيتهم المتسفلة.
لن يستعيدوا حاسة السمع لاصوات الاخرين الا في حالة واحدة فقط هي انكسار شوكتهم العسكرية وفقدانهم لادوات قهر الاخرين!
لن يكفوا عن العض الا اذا سقطت اسنانهم!
هذا لسان حالهم ومقالهم معا!
لذلك من كان يرى مخرج البلاد في قبول القوى السياسية لبعضها البعض فيجب ان يقنع الكيزان بانهم في هذا الوطن مواطنين عاديين لا سادة واوصياء ، وان يقبلوا بان صفحة عهدهم المشين قد طويت، اما الايحاء بان القوى السياسية المعارضة للكيزان هي المذنبة وهي الاقصائية وهي سبب عرقلة ما يسمى بالحوار السوداني السوداني فهذه مغالطة للواقع.
القوى الديمقراطية قبلت بالمؤتمر الشعبي جناح علي الحاج لانه سجل موقفا محترما ضد انقلاب ٢٥ اكتوبر وعارض هذه الحرب ودعا لايقافها، ولكن ما هي ارضية الحوار مع من يرفعون رايات شنق اخر قحاتي بامعاء اخر جنجويدي! هؤلاء المعاتيه ما زالوا يأنسون في انفسهم الكفاءة لاستتابة الاخرين فهل المطلوب من قوى السلام والتحول الديمقراطي ان تذهب الى الكيزان لتعلن توبتها عن الثورة واهدافها وتبايع علي كرتي على السمع والطاعة وتطلب منه الغفران ! بدون اي مبالغة هذا هو سقف الكيزان لانهم في حالة غيبوبة عن الواقع، وحتى لو اجتمعت كل القوى الديمقراطية على تقديم مثل هذا التنازل للسادة الكيزان فلن يؤدي ذلك الى ايقاف الحرب ، لان الطرف الاخر في الميدان العسكري لن يقتنع بهكذا شروط للسلام ، ولا يوجد منطق في الدنيا يؤسس السلام على الاذعان التام لشروط الطرف المهزوم عسكريا الرافض لمبدأ التفاوض.
هذه الحقائق مؤلمة جدا لان معناها استطالة امد الحرب حتى تصبح اطرافها خائرة القوى وعاجزة عن الاستمرار فيها ولا ندري متى يكون ذلك وماذا ستكون نتائجه المأساوية على المواطنين وعلى وحدة الوطن.!
نتمنى ان تتولد ارادة حقيقية للسلام تدفع الطرفين المتحاربين للحل التفاوضي، ولكن من الظلم بمكان تحميل مسؤولية استمرار الحرب للقوى السياسية تحت مزاعم رفضها لحوار الكيزان.