دقلو: لن نسمح أن يولد طفل في دارفور أو كسلا أو النيل الأزرق وهو يشعر أنه مواطن من الدرجة الثانية

الخرطوم – بلو نيوز الاخبارية
في خطاب تاريخي بمناسبة الذكرى الثانية لاندلاع الحرب في السودان، أطلق قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو، نداءً وجدانياً مؤثراً عبر فيه عن رؤيته لسودان جديد، لا مكان فيه للتهميش أو التمييز، قائلاً: “لن نسمح أن يولد طفل في دارفور أو كسلا أو النيل الأزرق وهو يشعر أنه مواطن من الدرجة الثانية.”
ووضع دقلو حدًا فاصلاً بين ماضي يتغذى على الإقصاء ومستقبل يبنى على المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية، وتجاوز دقلو في خطابة الشعارات، ليطرح مشروعاً سياسياً كاملاً يتحدى البنية القديمة للدولة السودانية.
ودقلو لم يتحدث بصفته قائدًا عسكريًا فقط، بل كمواطن يرى في نفسه صوتاً لمن سحقوا تحت سنين من الظلم، وتحدث عن واقعٍ مروع لأطفال ينشأون على شعور بالنقص فقط لأنهم من الهامش، مشيرًا إلى أن ما يجري في السودان اليوم ليس مجرد حرب بين جيوش، بل صراع على جوهر الوطن، وقال دقلو “كيف يدافع المرء عن وطن يحرق منزله، ويقتل أطفاله، ويجوع مدنه؟، تساءل دقلو، متهماً قيادة الجيش و”نخبة الحركة الإسلامية” بإعادة إنتاج الدكتاتورية نفسها التي مزقت البلاد لعقود.
وحذر دقلو من محاولات النظام في بورتسودان لإعادة إنتاج السودان القديم عبر سياسات تنذر بالتقسيم العملي، بدءًا من العملة المنفصلة وامتحانات الشهادة الحصرية، إلى استدعاء رموز نظام البشير من القبور السياسية: وقال دقلو، متحدثاً عن الإفراج الأخير عن مسؤولي نظام البشير كدليل على أن مشروع الاستبداد لم يمت، بل يتخفى تحت ستار “السيادة الزائفة، “ما يجري ليس عدالة بل خيانة”،
ووجه دقلو نداءً حازماً للمجتمع الدولي والدول المجاورة: قائلاً “نمد أيدينا شراكةً لا تبعية. لن نسمح بأن يحول السودان إلى رقعة شطرنج لتصفية الحسابات الإقليمية. السودان دولة ذات سيادة، وله الآن حكومة من الشعب، وللشعب، وباسم الشعب”.
اختتم دقلو خطابه بتعهد واضح مؤكداً؛ “لن نسمح بعودة الطغيان ولن نسمح بتقسيم السودان ولن نسمح أن يطلب من أي سوداني إثبات انتمائه، وأضاف: “ما نبدأه اليوم ليس حربًا على طرف ما، بل حربا ضد الماضي البائد، وسنبني السودان الجديد من تحت الأنقاض، ومن أوجاع اللاجئين، ومن صبر المهمشين، وسيكون لكل سوداني وطن كامل حر وعادل ولا يقصيه لون أو قبيلة أو جهة”.