الشمالية: ارتفاع غير مسبوق لأسعار خراف الأضاحي بسبب إغلاق طريق الدبة – الفاشر

31
751821

الشمالية: بلو نيوز الاخبارية

تشهد الولاية الشمالية في السودان موجة غلاء حادة في أسعار الأضاحي مع اقتراب عيد الأضحى، وسط حالة من الاستياء الشعبي جراء انقطاع أحد أهم الشرايين التجارية بين الشمال وغرب البلاد، وهو طريق الدبة – الفاشر – الأبيض، الذي كان يربط الشمالية بولايات دارفور وكردفان.

فقد أدت الحرب المستعرة في البلاد منذ أبريل 2023، وما تبعها من تدهور أمني وقطع لطرق التجارة، إلى توقف شبه تام في حركة واردات الضأن التي كانت تتدفق من غرب السودان إلى أسواق الولاية الشمالية، مما انعكس سلبًا على حجم المعروض ورفع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.

ووفقاً لمصادر محلية، فقد بلغ سعر الخروف الكبير هذا العام في أسواق الدبة ومروي 700 ألف جنيه سوداني، بينما تراوح سعر الخروف المتوسط بين 450 إلى 500 ألف جنيه، في حين لم تتجاوز الأسعار في العام الماضي حاجز 300 ألف جنيه في أقصاها.

يقول التاجر مصطفى عوض لـ”بلو نيوز”: “دارفور وكردفان هما الرئتان اللتان تغذيان سوق الشمال بالضأن، وإغلاق الطريق يعني خنق هذا السوق. الاعتماد على الخراف المحلية فقط  وهي قليلة أصلًا  جعل الأسعار تقفز بشكل جنوني”.

 

وأضاف: “ليست الحرب وحدها من أثرت على الأسعار، بل هناك عوامل أخرى منها ارتفاع تكلفة الترحيل بسبب ارتفاع أسعار الوقود، والجبايات غير الرسمية المتعددة على طول الطرق، مما يجعل أي محاولة لنقل الماشية مخاطرة مكلفة”.

ويرى مراقبون أن الانهيار شبه الكامل للطرق التجارية الحيوية في السودان – لا سيما طريق الدبة – الفاشر – الأبيض – يعكس عمق الأزمة الاقتصادية التي أنتجتها الحرب، وأثرها المباشر على المواطن البسيط في أبسط مناسباته الدينية والاجتماعية.

ويحذر خبراء من أن هذا الارتفاع الكبير في أسعار الأضاحي سيحرم مئات الآلاف من الأسر من أداء شعيرة الأضحية، ويضرب تقاليد اجتماعية راسخة في المجتمع السوداني، حيث يعتبر عيد الأضحى مناسبة للتكافل والتراحم.

في ظل هذا الوضع، تتزايد الدعوات للسلطات المحلية ومنظمات المجتمع المدني لتقديم حلول إسعافية، من بينها تنظيم حملات دعم وتوفير الأضاحي عبر الجمعيات الخيرية، وإيجاد طرق بديلة لتوريد الماشية من مناطق الإنتاج إلى مناطق الاستهلاك.

ومع استمرار الحرب واتساع رقعة الانفلات الأمني، يبدو أن أزمات الحياة اليومية ستظل تتفاقم، وتدفع الأسر السودانية مزيدًا من الأثمان الباهظة، ليس فقط في فقدان الأمن والغذاء، بل حتى في فقدان القدرة على الاحتفال بأبسط طقوس الفرح.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *