الهادي إدريس: السودان لن يخرج من أزمته إلا بتوحيد القوى وهزيمة مشروع الإسلاميين

الخرطوم – بلو نيوز الاخبارية
أكد رئيس حركة جيش تحرير السودان- المجلس الانتقالي، الدكتور الهادي إدريس، أن الحرب في السودان لن تجد طريقها إلى الحل عبر الانتصار العسكري، بل من خلال اتفاق سياسي شامل يضع حداً للمعاناة المستمرة للشعب السوداني. وقال في مقابلة خاصة مع “إرم نيوز” إن الحرب التي بدأت في 15 أبريل/ نيسان 2023 تدخل عامها الثالث، من دون أن تظهر أي بوادر لحل سياسي ينهي هذا الصراع المدمر.
وأشار إدريس إلى أن الأزمة الحالية تميزها عن الحروب السابقة في السودان، كونها تتجذر في أزمة هيكلية عميقة في بناء الدولة السودانية. وأضاف أن السودان، بطبيعته المتنوعة إثنياً ومناخياً، عانى بسبب غياب الإدارة الحكيمة لهذا التنوع، ما أدى إلى اندلاع الحروب المستمرة منذ الاستقلال.
وأوضح إدريس أن الحروب السابقة في السودان لم تنتهي عبر الانتصارات العسكرية، بل عبر الاتفاقات السياسية، مشيراً إلى أن النظام البائد بقيادة الحركة الإسلامية، هو المسؤول عن إشعال هذه الحرب، ويسعى بكل قوة للعودة إلى السلطة عبر إطالة أمد الصراع. وقال: “طالما ظلّت الحركة الإسلامية تسيطر على مفاصل الجيش والمراكز الحيوية في بورتسودان، فإن الحرب ستستمر. الحل يكمن في هزيمة مشروع الحركة الإسلامية التفتيتي”.
وأضاف أن تصريحات قادة الجيش حول استعادة الخرطوم كحل نهائي للصراع “مجرد كلام للاستهلاك السياسي”، مشيراً إلى أن المعارك لن تحسم الحرب وأن الحل السياسي هو الخيار الوحيد لإنهاء النزاع.
وتطرق إدريس إلى تصعيد الجيش العسكري في الفترة الأخيرة، وأكد أنه سيقابل بتصعيد مماثل من القوى المعارضة، ما سيؤدي إلى استمرار الحرب. وفي هذا السياق، أعلن عن عزم “تحالف السودان التأسيسي” على تشكيل “حكومة السلام والوحدة” كأداة أساسية لتحقيق هدفين رئيسيين: الأول تقديم الخدمات الأساسية التي حرم منها المواطنون بسبب الحرب، والثاني نزع الشرعية عن السلطة غير الشرعية في بورتسودان.
وأكد إدريس أن الحكومة القادمة ستكون خطوة حاسمة نحو إعادة تمثيل السودان بشكل صحيح بعيداً عن المخططات التفتيتية التي تسعى الحركة الإسلامية لفرضها.
وفيما يتعلق بالمبادرات الإقليمية والدولية، أشار إدريس إلى أن محاولات المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية عبر منبر جدة فشلت بسبب عدم فهم طبيعة الصراع بشكل كاف، وعدم القدرة على ممارسة ضغوط حقيقية على الأطراف المتعنتة، خاصة الجيش السوداني وحلفائه من الحركة الإسلامية.
وأوضح أن نجاح أي مبادرة مستقبلية يتطلب تغييراً جذرياً في المنهج المتبع، وتبني حلول تتناسب مع تعقيدات الواقع السوداني.
وفيما يتعلق بتأثير الحركة الإسلامية على الجيش السوداني، أكد إدريس أن الحركة أضرت بمؤسسة الجيش طيلة عقود من حكمها، عبر تسييس المؤسسة العسكرية واستبدال الكوادر الشريفة بكوادر مؤدلجة. وأشار إلى أن تصريحات قائد الجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، التي اعترف فيها بخطورة نفوذ الحركة الإسلامية داخل الجيش، تؤكد أن القرار العسكري ما يزال تحت سيطرة الحركة.
وأكد أن عناصر الحركة الإسلامية والنظام البائد هم المستفيدون الوحيدون من استمرار الحرب، كونهم يراهنون على تفتيت السودان، ولا يرغبون في أي تحول ديمقراطي حقيقي.
رغم كل التحديات، أعرب إدريس عن تفاؤله بشأن إعلان “حكومة السلام والوحدة”، مؤكداً أنها ستعلن في الوقت المناسب رغم التعقيدات، لتخدم الشعب السوداني وتوقف المخططات التقسيمية التي بدأتها سلطة بورتسودان.
وختم إدريس تصريحاته بالتأكيد على أن السودانيين، خاصة المدنيين الذين يعانون من فقدان أبسط الخدمات، يترقبون هذه الحكومة بفارغ الصبر، حيث أن تشكيلها يعد خطوة أساسية نحو إعادة بناء السودان في إطار دولة حديثة قائمة على الديمقراطية والعدالة والمساواة.