أبوجبيهة: مداهمة عسكرية لحي لقاوة تتحول إلى فوضى ونهب واعتقالات جماعية

متابعات – بلو نيوز
نفذت قوة مشتركة مكونة من عناصر الجيش بالفرقة العاشرة مشاة، والشرطة، والأمن، والدفاع الشعبي، ومجندين مستنفرين، حملة مداهمة مكثفة صباح الأربعاء 11 يونيو 2025، استهدفت حي لقاوة بمدينة أبوجبيهة، بزعم وجود عناصر من قوات الدعم السريع داخله.
شهود عيان أكدوا أن القوات داهمت الحي بشكل عنيف، وقامت بتسلق أسوار بعض المنازل والدخول عنوة إليها، وسط ممارسة البطش والإهانة ضد الأهالي، ونهب ممتلكاتهم الخاصة. وأبلغ عدد من المواطنين عن فقدان مبالغ مالية ومقتنيات ثمينة، حيث أفاد المواطن حسن بخيت بفقدان 3,600 جنيه، ونصر الدين 1,500 جنيه، وعلي 5,900 جنيه، إلى جانب فقدان ثلاثة هواتف ذكية وعدد من الحُلي الذهبية تخص نساء الحي.
ولم تقتصر الانتهاكات على النهب، بل شملت اعتقالات تعسفية طالت ستة من المواطنين الرافضين لسلوك الحملة، وتم اقتيادهم إلى مقر الفرقة العاشرة. وهم:
١/ الحاج جولات المنزول
٢/ محمود علوي موسى
٣/ عثمان النور
٤/ حمتو يوسف
٥/ محمد أحمد خراشي
٦/ محمد يوسف سعيد
ورغم أن المتضررين توجهوا لاحقًا إلى مقر القيادة العسكرية وقدموا بلاغات رسمية تضمنت كشفًا بأسماء الجنود والمنازل المنهوبة، إلا أن قيادة الفرقة أنكرت ضلوع عناصرها في الحادثة، بحسب إفادات شهود.
شهادات أخرى من سكان الحي كشفت عن إساءات لفظية مهينة أطلقها الجنود ضد كبار السن الموجودين في مناسبة عزاء أثناء الحملة، حيث وصفوهم بعبارات نابية، من بينها “أم كعوكات”، كما اضطر بعض السكان إلى دفن هواتفهم أو إلقائها في المراحيض لحمايتها من النهب.
وقال أحد شيوخ الحي، إن حي لقاوة هو الوحيد الذي لم يُستنفر منه أي شاب للانضمام للجيش، رغم محاولات بعضهم للالتحاق، ما تم رفضه دون توضيح الأسباب. وأضاف أن الحي معروف لدى السلطات بأنه معقل لأبناء الحوازمة والمسيرية وقبائل أخرى، وتعتبره بعض الجهات “حاضنة” محتملة لقوات الدعم السريع، ما يثير تساؤلات عن دوافع الحملة العسكرية.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات والانتهاكات المرتبطة بالحرب المستمرة في السودان، وسط مطالب متزايدة بمحاسبة المسؤولين عن التجاوزات والانتهاكات بحق المدنيين، ووقف الاستخدام المفرط للقوة بذريعة الأمن.