“القاهرة” ترسم خريطة النفوذ الإسلامي في السودان .. و”البرهان” يقود الخطة لإعادة تموضع الإسلاميين

11
الاسلاميين والبرهان

متابعات – بلو نيوز الاخبارية

كشفت مصادر موثوقة عن اجتماع مغلق عقده الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، مساء يوم الثلاثاء داخل شقة سرية بمدينة بورتسودان، بحضور قيادات بارزة من النظام السابق وعلى رأسهم زعيم الحركة الإسلامية علي كرتي، وأحمد هارون، وأسامة عبد الله، ومحمد يوسف كبر، في خطوة وصفت بأنها تنفيذ مباشر لتوجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن “إعادة تموضع” الإسلاميين داخل السلطة السودانية تحت غطاء مدني مخفف.

الاجتماع الذي احتضنته شقة يملكها “مدثر” السكرتير الشخصي للبرهان وصهر كرتي، ناقش نتائج الزيارة الأخيرة للبرهان إلى القاهرة، والتي تضمنت وفق البرهان، توصيات مصرية صريحة بتقليص الوجود العلني للحركة الإسلامية، خشية إثارة تحفظات دول إقليمية ودولية في مقدمتها السعودية والإمارات، وسط تصاعد الحديث عن إدراج الحركة ضمن قوائم الإرهاب، كما حدث مؤخراً في الأردن.

ووفق المعلومات، وجه البرهان الحضور بالابتعاد عن الواجهة السياسية والإعلامية، داعياً إلى ترشيح قيادات من “الصفين الثالث والرابع” داخل الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني المحلول، لتولي مناصب تنفيذية، في إطار عملية “تجميل واجهة الحكم” وتحقيق اختراق ناعم في المشهد السياسي.

كما اتفق على إعادة توزيع القيادات التاريخية إلى ولايات نهر النيل والشمالية والجزيرة والنيل الأبيض، لإعادة التموضع بعيدًا عن الأعين وتقليل الضغط الإعلامي والأمني تمهيدًا لمرحلة جديدة من السيطرة خلف الكواليس.

الاجتماع تناول أيضاً مسارات الدعم الخارجي، حيث كشف البرهان أنه حصل على ضمانات صريحة من القاهرة والدوحة وأنقرة بتوفير دعم عسكري ولوجستي، يشمل معدات طبية وأسلحة وطائرات مسيرة، فضلًا عن رعاية قطرية لدورات تدريبية لضباط وجنود الجيش.

وفي الجانب الإعلامي، شددت التوصيات على أهمية إحكام السيطرة على الخطاب الإعلامي الداخلي والخارجي، عبر توجيه صارم لمراسلي القنوات الإقليمية والدولية، لترويج صورة “سلطة وطنية مدنية” تخلو من أي إشارات إلى نفوذ الإسلاميين أو حزب المؤتمر الوطني.

وتأتي هذه التحركات وسط تصعيد عسكري متواصل، حيث دعا الاجتماع إلى الإسراع بإحراز تقدم في جبهات الصالحة وكردفان، لتحقيق مكاسب استراتيجية تدعم الموقف التفاوضي للجيش، دون الدخول في تسوية شاملة مع قوات الدعم السريع.

هذا الاجتماع يفتح باباً واسعًا للتساؤلات حول الدور المصري في رسم خارطة الصراع في السودان، وحدود الدعم القطري والتركي الموجه للجيش السوداني، في ظل أزمة إنسانية متفاقمة، ومخاوف متزايدة من عودة منظومة الإسلاميين إلى السلطة من الباب الخلفي.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *