من غزة إلى قلب إفريقيا .. الإمارات ترسخ ريادتها الصحية عالمياً في وجه الأزمات

متابعات – بلو نيوز الاخبارية
في مشهد يعكس عمق التزامها الإنساني وروحها التضامنية العابرة للحدود، برز القطاع الصحي في دولة الإمارات خلال عام 2025 كقوة إغاثية فاعلة، وذراع إنقاذ سريع في مواجهة الأزمات الإنسانية حول العالم، ومن غزة إلى السودان، ومن أنغولا إلى أوغندا، تركت المبادرات الإماراتية بصمتها الواضحة في أرواح المرضى، وقلوب المحتاجين.
فمن خلال جاهزية عالية واستجابة فورية، شكّل القطاع الصحي الإماراتي شبكة إسناد دولية لمساندة الدول الشقيقة والصديقة، خصوصًا تلك التي تعاني من النزاعات والكوارث، وتنوعت جهود الإمارات بين إنشاء المستشفيات الميدانية، وإرسال القوافل الطبية، ونقل المرضى للعلاج داخل الدولة، فضلًا عن دعم المنظومات الصحية القائمة، وتقديم الدعم الفني والمالي والعلاجي.
غزة: ميدان إنساني ينبض بالأمل
في قلب المأساة، تواصل الإمارات عبر “الفارس الشهم 3” مداواة الجراح في قطاع غزة أكثر من 51 ألف حالة تلقت العلاج في المستشفى الميداني الإماراتي، إضافة إلى مبادرة تركيب الأطراف الصناعية لضحايا البتر، وحملات تطعيم ضد شلل الأطفال غطّت أكثر من 640 ألف طفل. كما قدمت الإمارات دعماً طبياً نوعياً بلغ أكثر من 750 طناً، وشملت المساعدات أجهزة إنعاش وغسيل كلى وكراسي متحركة، مع استقبال أكثر من ألفي حالة حرجة داخل مستشفياتها، بينهم مرضى سرطان وأطفال جرحى.
السودان: جسور صحية وسط النزوح
وفي ظل الأزمة السودانية المستمرة، أقامت الإمارات مستشفى مادهول في جنوب السودان بسعة 100 سرير، لتوفير الرعاية لقرابة مليوني لاجئ ومواطن، إضافة إلى مستشفيي أمدجراس وأبشي في تشاد، اللذين استقبلا ما يقارب 91 ألف حالة، وخصصت الإمارات 70 مليون دولار لدعم الجهود الصحية والإنسانية، بينها 8 ملايين لصالح منظمة الصحة العالمية.
أنغولا وتشاد وأوغندا .. جسور من العطاء
وفي أنغولا، عززت الإمارات المنظومة الطبية بإرسال 25 سيارة إسعاف ومعدات ضمن مبادرة بقيمة 220 مليون دولار لدعم الصحة في إفريقيا. كما وقّعت اتفاقية لبناء مستشفى الشيخة فاطمة ومركز غسيل كلى في العاصمة التشادية، ووقّعت مع أوغندا اتفاقية لإنشاء مستشفى متكامل لطب العيون في عنتيبي، ضمن برنامج “مستشفيات الإمارات العالمية”.
بلوغ الميل الأخير .. وعد لا ينكسر
وفي حربها المستمرة ضد الأمراض المدارية المهملة، عززت الإمارات جهودها من خلال المعهد العالمي “غلايد” وصندوق “بلوغ الميل الأخير”، رافعة رأسماله إلى 500 مليون دولار، لتوسيع نطاق الاستجابة من 7 إلى 39 دولة، في واحدة من أقوى المبادرات الصحية العالمية لمحاصرة الملاريا والعمى النهري وشلل الأطفال وداء الفيَلي.
الإنسان أولاً: الإمارات تثبت أن الصحة حق وليست رفاهية
إن ما تقوم به الإمارات اليوم ليس فقط عملاً إنسانيًا، بل نموذجًا عالميًا يحتذى به في التضامن والتخطيط والرؤية، حيث لم تعد الصحة ترفًا، بل حقًا مكفولًا للجميع، ورسالة عطاء لا تعرف حدودًا جغرافية ولا ظروفًا استثنائية.