صراع الفلول يشتعل في بورتسودان: انقلاب ضد “دفع الله” وترشيح “كامل” وجبريل يهدد .. وقيادات تطالب بتمثيل أقاليمهم في السيادي

بورتسودان – بلو نيوز الاخبارية
اشتعل الصراع داخل معسكر مجموعة بورتسودان حول اقتسام السلطة والنفوذ، بعد أن أطاحت مجموعة نافذة من تيار الحركة الإسلامية بحليفها السابق دفع الله الحاج، ورشحت بدلاً عنه الدكتور كامل إدريس، الشخصية المثيرة للجدل، والمعروفة بسجلات فساد داخل المنظمة العالمية للملكية الفكرية، في خطوة فسرت بأنها محاولة لإعادة تدوير الوجوه القديمة تحت عباءة براقة.
لكن هذا التحرك قوبل برفض قاطع من جناح آخر داخل المعسكر، يقوده مجموعة من حلفاء النظام البائد الي جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة، الذين اعتبروا تعيين إدريس بمثابة “تجاوز خطير ومهين”، إذ لم تتم مشاورتهم، في وقت يصفون فيه كامل بأنه “شيوعي يساري تم طرده دولياً بتهم الفساد والتزوير”.
وقال جبريل بلهجة غاضبة خلال اجتماع مغلق: “لن يمر تعيين كامل إلا على جثثنا والأمر مش لعب يا سادة”، في إشارة إلى ما وصفه بمحاولات فرض وصاية من تيار الحركة الإسلامية على بقية المكونات داخل حلف السلطة.
في ذات السياق، خرج أبو عاقلة كيكل وشيبة ضرار بمطالب علنية لتمثيل إقليمي الوسط والشرق في مجلس السيادة، مؤكدين أن هذه الأقاليم ظلت تقدم التضحيات في مواجهة المليشيات، بينما تهمش في تقسيم مغانم الحكم.
كامل إدريس .. الوجه القديم بطل عباءة جديدة
ويأتي ترشيح كامل إدريس بعد سنوات من خروجه المذل من المنظمة العالمية للملكية الفكرية، حيث اتهم رسمياً بتزوير تاريخ ميلاده من 1945 إلى 1954، في محاولة لتمديد فترة ولايته، بالإضافة إلى انتهاكات إدارية ومالية جسيمة شملت توظيف أقارب لمسؤولين دون كفاءة، وتبديد الأموال في توظيفات غير ضرورية فاق عددها 200 وظيفة، ما أدى إلى أزمة داخلية بالمنظمة انتهت بتعليق ميزانيتها ومطالبة دول غربية بإقالته.
ورغم محاولاته لاحقاً تبرير تغيير تاريخ الميلاد على أنه “تصحيح إداري”، إلا أن تقرير شركة “برايس ووترهاوس كوبرس” المستقلة، أشار بوضوح إلى وجود سوء إدارة وتجاوزات متكررة خلال فترة رئاسته.
ورأى مراقبون أن إعادة إدريس إلى الواجهة اليوم ليست سوى “مغامرة يائسة” من التيار الإسلامي لإعادة تدوير حلفائه القدامى في قالب جديد، في وقت تنهار فيه ثقة الرأي العام السوداني في الوجوه التقليدية التي كانت جزءاً من النظام السابق.
انقسامات حادة تهدد “تحالف السلطة”
ما جرى من صراع داخلي يعكس هشاشة التوازنات داخل معسكر الحرب في بورتسودان، ويفضح تناقضات المصالح بين مكوناته، فبينما تسعى بعض الأطراف إلى فرض أجندتها من خلال “صفقات خلف الكواليس”، يتمسك آخرون بموقعهم ومصالحهم، رافضين أي إملاءات، وفي ظل هذا التصعيد، يبقى مصير الترشيحات داخل مجلس السيادة مجهولاً، وسط مخاوف من أن تتحول هذه الخلافات إلى انفجار سياسي داخل ما تبقى من تكتل السلطة في الشرق.
وتساءل مراقبون: هل سينجح الفلول في ترتيب صفوفهم، أم أن الصراع على الغنائم سيعصف بما تبقى من وحدتهم الهشة؟ وهل يقبل السودانيون بإعادة تدوير رموز الفساد والإقصاء تحت لافتات جديدة؟