د. جمال عبدالحليم: الثورة السودانية بين معركة الوعي وزيف القيادات السياسية

17
الأستاذ الطاهر أبوبكر حجر، رئيس تجمع قوى تحرير السودان

الأستاذ الطاهر أبوبكر حجر، رئيس تجمع قوى تحرير السودان.

الخرطوم – بلو نيوز الاخبارية

حمل د. جمال عبدالحليم النور، نائب الأمين العام لحركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، النخب السياسية في السودان مسؤولية الإخفاقات المتكررة التي صاحبت مسار الثورة السودانية منذ انطلاقتها التاريخية، معتبرًا أن “زيف القيادات” وتزييف الوعي الجماهيري هما العائقان الأساسيان أمام تحقيق التغيير الجذري المنشود.

وقال د. عبدالحليم إن الثورة السودانية، الممتدة عبر أكثر من سبعين عامًا، لم تكن إلا ثمرة لتراكمات أسئلة وجودية واجتماعية وسياسية، تسعى نحو تأسيس دولة حديثة تحترم التعدد والتنوع، وتتصدى لاختلالات البنية التاريخية للدولة السودانية.

وأشار إلى أن العقل السياسي السائد، المبني على إقصاء الآخر، فشل في تمثيل تطلعات الشعب، بل عمد إلى احتكار الثورة، وتسويق الأوهام، وتفكيك كل محاولة للتغيير عبر أدوات السيطرة من قمع، وإعلام مضلل، وتحالفات خفية.

واعتبر عبدالحليم أن النخب السياسية مدنية كانت أم عسكرية، مارست تدميرًا ممنهجًا لوعي الشعب، وسعت إلى “إبادة العقول” للحفاظ على امتيازاتها، في وقت أظهرت فيه الجماهير السودانية، خاصة في ثورة ديسمبر، إرادة صلبة وشجاعة غير مسبوقة.

كما لم يخفي عبدالحليم استياءه من انقسام القوى الثورية، محمّلًا بعض القوى السياسية، وعلى رأسها الحزب الشيوعي، مسؤولية إضعاف الحاضنة الثورية، وترك المجال للثورة المضادة، بل اتهمه بـ”الخذلان” والتقاطع في المواقف مع الإسلاميين لإفشال مسار التغيير.

وفي سياق تحليله، استحضر الفيلسوف غوستاف لوبون للتأكيد على أهمية القيادة الواعية في توجيه الجماهير، مستشهدًا بنماذج قيادية عالمية مثل نيلسون مانديلا وغاندي، مقابل ما وصفه بـ”القيادات السودانية المريضة بالحقد والحسد والأنانية”، والتي أخفقت في إخلاصها لقضايا شعبها.

ودعا عبدالحليم إلى إعادة النظر في القضايا الوطنية من خلال مراجعة شاملة للوعي الاجتماعي، وبناء الإنسان قبل أي مشروع لبناء الدولة، مؤكدًا أن لا نهضة ممكنة بدون تحرير العقول من الخوف والجهل والخضوع.

 

 

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *