منعم سليمان: نحو 8 مليون ضحية قتل بسلطة وآلة دولة الأبرتهايد في 70 سنة!

26
منعم سليمان

بقلم: منعم سليمان عطرون

الإعدام؛ الذبح؛ الحرق؛ الغاز؛ التعذيب؛ القصف الجوي؛ التجويع؛ الترويع؛ وسائل  الدولة لقتل السكان.

حرب التطهير العرقي الواسعة  حققت إبادات جماعية بلغ عدد الضحايا حتى الان بالتقريب ثماني ملايين نسمة.

سياسية تجهيل وإفقار السكان ينتجان فاقد تعليمي يستخدم في حروب الدولة ضد السكان.

من توريت؛ عنبر جودة إلى حرب المدن رئيس دولة واحد تم إستدعائهم من المحكمة الجنائية الدولية خلال 70 سنة.

كل المليشيات؛ والقوات شبه العسكرية هي صناعة دولة الأبرتهايد بشكل مباشر أو غير مباشر.

 

نستعرض من سجل الأبرتهايد الجلابي في الجريمة المنظمة خلال نحو 70 سنة؛ جرائم القتل بسلطة وآلة الدولة العسكرية؛ الشرطة والأمن. والقتل هي الجريمة الأولي والتالية لجريمة الإغتصاب المنظمة في برنامج الدولة.

وقد برعت الأوليقارشية العنصرية الفلاقنة خلال العقود السبع الماضية في جريمتي القتل والإغتصاب بشكل متقدم على كل جرائمهم الأخري: الفساد؛ ونهب المال العام؛ التعذيب….الخ. وكل الجرائم تأتي من خلفية واحدة هي الطبيعة العنصرية للدولة وللحاكمون؛ وقد أثبتت في كل أقسام الدولة؛ وخلال المراحل الأربعة  للدولة بأن القتل العمد بحق السكان وبآلة الدولة وسلطتها هي الأعمق أثرا في إنسانية السكان في المناطق  السودان.

المليشيات فقد نشأت نتيجة لطبيعة الدولة؛ وأخيرا تدخلت المحكمة الجنائية الدولية كتاج لتدخل دولي يسهم في وقف جريمة الدولة.

سجل جرائم القتل

يقدر عدد ضحايا جرائم  القتل التي مارستها دولة الأبرتهايد الجلابي نحو 70 سنة بنحو 8 ملايين ضحية   (1956- اليوم وحتي 2026). أكثر من مليون ضحية كل عام. وهؤلاء الضحايا لم يشملهم من ماتوا موتا طبيعيا؛ ولكن يتضمن من قتلوا نتيجة الظروف اللإنسانية التي صنعتها الدولة. فالظروف والأوضاع التي تنتجها الدولة بفعل سياسة التفرقة العنصرية وحرب التطهير يزيد من نسب الموت الطبيعي في السكان.  كان البشاعة في قتل الملايين الثماني هي ما يصف السودان كدولة أبرتهايد هي مكان الإبادة الجماعية الأشهر على مر التاريخ. وقد قتل الضحايا بطرق ووسائل وأساليب متعددة:

1.القتل المباشر:  عن طريق هجوم الجنود والمليشيات الرديفة؛ القصف المدفعي؛ قصف الطيران وسلاح الجو؛  أوالقتل بإستعمال غاز سامة محدود المفعول.

تلك العمليات تستهدف هدم منازل الضحايا في القري والبوادي  وأحياء المدن؛ يقتل فيها البشر والحيوانات بدون تمييز. وهي أكثر أساليب وطرق القتل  إستعمالا حيث يزيد عدد الضحايا بنسب كبيرة ويستهدف الكبار والصغار دون تمييز. وتستهدف  دولة هذه العمليات إبادة مجتمعات الثوار ويصطلحون عليه بعبارة (القضاء على حواضن المتمردين) وهي تكرار لنظرية إبادة البكتيريا الضارة بتجفيف منابتها.

2.التعذيب وسيلة قتل: ويتم ذلك عبر الإعتقالات التعسفية في المدن؛ والقري؛ وحملات المداهمة للباعة الجوالة أو المنازل في أحياء الصفيح في المدن؛(الكشات).  وتعذيب الضحايا في مقار الأجهزة الأمنية؛ وشعب الإستخبارات العسكرية؛ ويضم أيضا أسرى الحروب في مناطق العمليات العسكرية. وأشهر بيوت التعذيب التابعة للإستخبارات العسكرية (البيت الأبيض) في جوبا؛ ملكال؛ وواو؛ كادقلي؛ الدلنج؛ كرمك؛ سنار؛ حيث يضم  أكبرمعتقلات لإستخبارات الجيش؛ ويقتل فيها آلالف الضحايا من مجتمعات الأمم الزنجية الجنوبية بحجة دعمهم او تواصلهم مع الحركة الشعبية لتحرير السودان. (أنظر ملف التعذيب في السودان).

  1. ذبح الضحايا: تجري أعمال الذبح وسلخ الإنسان وهو حي ويرفق تقطيع الضحايا والتمثيل بجثثه. ويتم أغلب تلك الاعمال الوحشية في مناطق العمليات العسكرية وعاشت هذه الفظائع في جنوب السودان؛ قري كردفان؛ جبال النوبة؛ الفوتج؛ دارفور.
  2. القتل الإنتقائي: وهي أعمال عنصرية يتم فيها إصطياد الضحايا على أساس إنتمائهم العرقي؛ القبلي والجهوي داخل المدن وفي الاحياء التي يعيشون عليها؛ ثم يتم قتلهم جماعية؛ راجع تقرير مركز السودان حول (حملة أنقر العب 1؛ 2؛ 3). كان ضحاياه الأحياء الزنجية حول الخرطوم؛ ثم ضحايا الكنابي. يتم قتل الآالف بالرصاص المباشر أو ذبحهم دون إستجواب.

 

5.دفن الضحايا أحياء: وهذه الحالة تكررت في دارفور في العديد من القرى التي إتهمت فيها الجيش ومليشياته ضحاياه  بالنهب المسلح؛ قري الزغاوة داخل داربرقد؛ وفرقان عرب الشقيرات في وادي أزوم. تم دفن الرجال من دون سن ال15 سنة. أو قتل كل من نبتت شعر عانته.

  1. الإعدام خارج نطاق القانون: حتى الإعدامات التي تجري للضحايا بإسم القانون لا تكتمل أركان الإدانة واغلب ضحايا المحاكمات هم أبرياء (إعدام أبناء الفور التسع). ولكن مع ذلك تجري أعمال إعدام ضحايا في أماكن العمليات العسكرية وذلك بتجميع قرويين بسبب إنتمائهم القبلي أو الأسري لبعض الحركات الثورية. ويتم الإعدامات بالرصاص المباشر أو القتل بإستخدام أدوات حادة.
  2. مراكز الإحتجاز. أو مراكز الموت البطئ وتعتبر معسكرات النازحين واللاجئين؛ وداخل القرى المحاصرة في الريف بسبب الحرب؛ والتي لم تستطيع ان تنزح.

مسرح الدولة لجرائم القتل

الأماكن التي تمارس فيها الدولة  فيها جرائم القتل والإغتصاب بحق المدنيين:

  1. بيوت آمنة: وهو مصطلح يطلق علي مقرات جهاز الأمن ومنازل بالأحياء يمتلكها أجهزة الامن والمخابرات داخل المدن؛ كما تجري أعمال الإغتصاب داخل مقرات أجهزة الامن بالخرطوم والمدن الأخري. ويبلغ عدد الأفرع التابعة لجهاز الأمن 13 أشهرها: جهاز أمن المدن؛ جهاز أمن القبائل؛ جهاز أمن الأجانب.
  2. شعبة الإستخبارات العسكرية: وهي مقرات عسكرية تتبع للألوية العسكرية التي تسمي أيضا الوحدات المنفصلة؛ وعددها 22 حول السودان.
  3. مناطق العمليات: وهي المناطق حيث تجري حروب التطهير العرقي وتصل فيها الجرائم إلى تطهير عرقي وصفت حد الإبادة الجماعية.
  4. تجري أعمال إغتصاب النساء والرجال في أماكن متفرقة أخري؛ إما تحت إشراف أجهزة الدولة أعلاه أو يستمد الجناة القوة من سلطة الدولة وغياب القانون.
  5. سجون الشرطة: ويضم ضحايا حملات (الكشات) الشرطة العنيفة في الأسواق؛ ومنازل الأحياء حول المدن (مدن الصفيح) وإن سجلت ضحايا القتل في سجون ومحابس الشرطة عدد قليل إلا أن عدد ضحايا الكشات يعادل معتقلات الأمن وشعب الإستخبارات؛ وتجري أعمال التعذيب والإبتزاز وسلب الضحايا من ممتلكاتهم؛ وتعادل ما بهما من جرائم الإسترقاق الجنسي والإغتصاب في مقرات أعلاه.

المليشيات والقوات شبه العسكرية.

تمارس الدولة جرائم القتل مباشرة عبر السلطة السياسية والتي وتؤديها الجيش؛ الشرطة؛ جهاز الأمن. لكن السلطة السياسية والعسكرية على الدوام تنشئ مليشيات قبلية؛ جهوية؛ عقائدية تعاونها على ممارسة كل الجرائم. وخلال السنوات السبعين يمكن القول أن الدولة أنشأت نحو مئة مليشيا عملت تحت سلطتها. وبالمقابل فإن المجموعات الثورية من المجتمعات ضحية الدولة أسست قوات شبه عسكرية قتال جيش الأبرتهايد؛ ونتيجة للإستهداف العشوائي من الدولة وحالة الفوضي بغياب دولة تحمي السكان وتحترم حقوق الإنسان نشأت تلقائيا مليشيات خارج نطاق السيطرة تحمي نفسها وقد تنتهك حقوق الإنسان. وهكذا فإن الأبرتهايد سبب في خلق كل المليشيات. المليشيات والقوات شبه العسكرية الثورية نشأت نتيجة لطبيعة الدولة؛ بعضها منحتها الدولة صك القتل والإفلات من العقاب والبعض الأخر أخذت ذلك الحق بشكل موازي لجريمة الدولة.

المحكمة الجنائية الدولية.

صنفت المحكمة الجنائية الدولية طبيعة الجرائم في السودان إلى جرائم حرب؛ جرائم ضد الإنسانية؛ وجرائم إبادة جماعية. وإستندت المحكمة الجنائية الدولية في تصنيفها على:

1.تقارير المنظمات الإنسانية والحقوقية.

2.تقارير لجنتي تقصي الحقائق التابعة لأمم المتحدة (لجنة عشماوي؛ ولجنة كاسياسي)

3.تقارير راتبة لبعثات الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي.

4.تقارير الدولة نفسها ولجان تقصي الحقائق التي شكلتها.

  1. تقارير لجان شكلتها المحكمة الجنائية الدولية نفسها؛ الأولي والتقارير التالية.

وعلى الأقل فإن سلسلة الجرائم من توريت؛ عنبر جودة؛ الضعين؛ دارفور؛ إلى حرب المدن؛ فإن المحكمة الجنائية الدولية في عام 2006 إستطاعت أن توقف رئيس دولة واحد من أصل 12 في رأس دولة بتهم متعددة وصلت إلى حد الإبادة الجماعية. (الأزهري؛ خليل؛ عبود؛ سرالختم؛ الميرغني؛ المحجوب؛ الصادق؛ نميري؛ سوار الذهب؛ البشير؛ بن عوف؛ برهان).

الإستبداد في إرتكاب الجريمة

لقد إعتقدت الأوليقارشية بعقلية الغزاة  أنه لا حسيب ولا رقيب ولا معيق عليهم في هذه الحياة ليفعلوا ما شاءوا في السكان فقط أنهم حصلوا على تأييد الفلاقنة في تلك المجتمعات. بل يعتقد بعض الأوليقارشية أنهم حتي ما بعد الموت هم المقربون إلى الله بما يفعلوه في البشر في هذه الدنيا. ولهذا فان هدم الأبرتهايد؛ وتصفية نفوذ العنصريين في البلاد؛ وتحرير السودان؛ وبناء دولة ديمقراطية يعد هو الهدف الأول والرئيسي لأي سوداني.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *