دارفور: كتلة منظمات المجتمع المدني تدين “مجزرة الكومة” وتطالب بتحقيق دولي في استخدام الأسلحة المحرمة

الفاشر – بلو نيوز الاخبارية
أدانت كتلة منظمات المجتمع المدني بإقليم دارفور بشدة الهجوم الجوي المتواصل على مناطق الكومة وأم الحسين بولاية شمال دارفور، والذي استمر لثلاثة أيام متتالية، وبلغ ذروته يوم أمس الأحد عندما شنت طائرات مسيّرة من طراز “مهاجر” الإيرانية غارتين متتاليتين على سوق الأحد المكتظ بالمدنيين، ما أسفر عن مجزرة مروعة راح ضحيتها 19 قتيلاً معظمهم من النساء، إلى جانب عشرات الجرحى.
وقالت الكتلة في بيان شديد اللهجة، إن هذا الهجوم ليس الأول من نوعه، بل يمثل الغارة رقم (133) التي يشنها الطيران الحربي التابع للجيش السوداني على مدينة الكومة، والتي سبق أن تعرضت لقصف بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية المحظورة دولياً.
ووصف البيان الهجوم الأخير بأنه “جريمة إبادة ممنهجة”، مؤكداً أن استهداف النساء العاملات في السوق الشعبي يمثل “ضرباً متعمداً للنسيج الاجتماعي والاقتصادي في دارفور”، كما اعتبرت الكتلة أن هذا التصعيد المروع يؤكد “نية الإبادة الجماعية وإفراغ الإقليم من سكانه الأصليين”.
وطالبت الكتلة مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة طارئة حول أوضاع الكومة، داعية إلى إرسال بعثة مستقلة لتقصي الحقائق بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم “على رأسهم الإرهابي علي كرتي وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان”، بحسب نص البيان.
كما ناشدت الكتلة المنظمات الحقوقية الدولية بـ”تكثيف مراقبة سلوك قادة الجيش والحركة الإسلامية المتطرفة”، ودعت إلى “تحرك عاجل للضغط على أعضاء مجلس الأمن لوضع حد للهجمات الجوية التي تستهدف المدنيين العزل في شمال دارفور”.
وتأتي هذه الإدانة في وقت تتصاعد فيه الأدلة على تصاعد استهداف المدنيين في مناطق النزاع، في ظل صمت دولي وعجز مؤسسي عن وقف الجرائم التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.