خطابات قائد قوات الدعم السريع .. قوة التأثير بين القيادة السياسية والاتصال الشعبي

خطابات قائد قوات الدعم السريع .. قوة التأثير بين القيادة السياسية والاتصال الشعبي

بقلم: لنا مهدي

تتسم خطابات قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) بقدرتها اللافتة على الدمج بين البساطة والعاطفة ما يجعلها تصل إلى مختلف شرائح المجتمع السوداني بفعالية كبيرة فأسلوب القائد في الحديث يتسم بالعفوية والصدق حيث يستخدم اللغة السودانية الأصيلة القريبة من وجدان الناس الأمر الذي يمنح خطابه طابعاً واقعياً ويزيد من قبوله لدى الجماهير فخطاباته لا تندرج ضمن الإطار الرسمي الجامد الذي اعتاد عليه المشهد السياسي السوداني بل تتجاوز ذلك إلى مستوى تواصل شخصي مباشر يشعر فيه المستمع أن القائد يخاطبه بلسانه ويعبر عن همومه.

ما يميز هذه الخطابات أيضاً هو توظيفها الذكي للأمثال الشعبية والتعابير المحلية التي تسهم في نقل الرسائل السياسية والاجتماعية بوضوح وبلا تعقيد ويبرع القائد في المزج بين لغة الريف التقليدية ولغة السياسة الحديثة ليصوغ خطاباً متوازناً يجمع بين الأصالة والمعاصرة ويخاطب به كافة مكونات المجتمع السوداني متجاوزاً الحواجز الثقافية والقبلية وهو ما ساهم في اتساع دائرة التأييد الشعبي له في مناطق كثيرة جداً لا سيما أنه رمز للقيادة الميدانية الفاعلة.

وتتسم خطابات القائد أيضاً بالتركيز على قيم الولاء الوطني وحماية الأمن والاستقرار إلى جانب تعاطفه الصريح مع معاناة المواطنين وظروفهم القاسية يظهر ذلك من خلال نبرة صوته الواثقة واستخدامه للسرد القصصي الذي يروي به تجاربه ومواقفه الشخصية ما يعكس فهمه العميق للواقع السوداني وتحدياته.

ويتجلى تميز حميدتي في حرصه المستمر على ترسيخ القيم السودانية الأصيلة كالشجاعة والنخوة والتكافل الاجتماعي فهذه ليست مجرد مفردات خطابية عابرة بل جزء لا يتجزأ من رؤيته السياسية التي تهدف إلى صون الروح السودانية رغم صعوبة المرحلة منطلقاً من مبادئ يؤمن بها بإخلاص.

كما يعمد قائد قوات الدعم السريع في بعض خطاباته إلى استدعاء تاريخ السودان ومآثر أبنائه ما يضفي بعداً وطنياً عميقاً على كلماته ويعزز شعور الانتماء والفخر الوطني لدى المتلقين إلى جانب ذلك يحرص دائماً على التمسك بخطاب وحدوي يدعو إلى نبذ الفرقة وتعزيز التكاتف من أجل مستقبل موحد للبلاد.

ولا يقتصر الإبداع في خطابات القائد على المحتوى فقط بل يمتد إلى مهارته في اختيار التوقيت والمكان المناسبين لإلقائها بما يضمن أكبر تأثير ممكن في النفوس ويظهر ذلك بوضوح في خطاباته أثناء الأزمات والمفاصل الوطنية حيث يركز على بث رسائل الطمأنينة والتأكيد على الالتزام بحماية مصالح السودان وشعبه.

إن أسلوب حميدتي في الخطابة يعكس قدرة فائقة على التعامل مع مختلف السياقات الاجتماعية والسياسية بطريقة تجمع بين الحكمة والبساطة وقد أكسبه هذا الأسلوب قاعدة جماهيرية عريضة وجعل منه شخصية بارزة ومؤثرة في المشهد السياسي السوداني وبفضل كل هذه العناصر أصبحت خطاباته أكثر من مجرد كلمات بل أدوات فعالة لحشد التأييد الشعبي وتعزيز الثقة في قيادات السودان في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه الوطن.