نساء الريف السوداني يصرخن: “لن نصمت .. المجازر لن تمر دون محاسبة”
الخرطوم – بلو نيوز
فجرت “نساء الريف السوداني” موجة غضب جديدة في وجه آلة القتل التي تحصد أرواح الأبرياء، بعد المجزرة البشعة التي راح ضحيتها 8 نازحين – بينهم طفل في السادسة – جراء قصف بطائرة مسيرة استهدف معسكر النازحين في مدينة أبوزبد صباح الثلاثاء 10 يونيو 2025م.
“هذه الجريمة ليست فقط جريمة حرب، بل وصمة عار في جبين العالم الصامت” – هكذا استهلّ تحالف نساء الريف بيانه الغاضب، مؤكداً أن الاستهداف المتعمّد للنساء والأطفال في مناطق النزوح يكشف “الاستهتار الكامل بالحياة البشرية” من قبل مليشيات جيش البرهان، محمّلاً قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان المسؤولية المباشرة عن المجزرة.
البيان أورد قائمة بأسماء الضحايا، يتقدّمهم الطفل بشير فضل المولى (6 سنوات)، إضافة إلى سبعة شباب ونساء في مقتبل العمر كانوا قد فرّوا من جحيم الحرب بحثًا عن الأمان، ليجدوا الموت يطاردهم تحت خيام النزوح. كما أصيب تسعة آخرون بجروح، بينهم ثلاث نساء وطفلة، ما فاقم مأساة المجتمع المحلي الذي يعاني أصلاً من انهيار الخدمات وغياب الحماية.
تحالف نساء الريف لم يكتف بالإدانة، بل تقدّم بمطالب عاجلة إلى المجتمع الدولي، جاء في مقدمتها:
- فتح تحقيق دولي عاجل ومستقل تحت إشراف الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان.
- تدخل إنساني فوري وفاعل لحماية النازحين، وتوفير ممرات آمنة ومراكز إيواء.
- إدانة دولية صريحة للجريمة وتسميتها كما هي: “هجوم إرهابي على مدنيين”.
- دعم طبي ونفسي عاجل للناجين وذوي الضحايا.
وأكد التحالف في بيانه أن هذه المذبحة “لن تمر دون محاسبة”، متعهداً بمواصلة النضال الحقوقي السلمي لكشف الانتهاكات، والدفع نحو عدالة لا تسقط بالتقادم، مهما طال الزمن أو تعاظم القمع.
وختم البيان بكلمات تحمل نبرة تحدٍّ وأمل: “العدالة لن تكون مكرمة من أحد، بل هي استحقاق إنساني. المجد للشهداء، والشفاء العاجل للجرحى، والله أكبر على كل من طغى وتجبر.”
وفي ظل صمت إقليمي ودولي مقلق، تبقى دماء الأبرياء في أبوزبد صرخة موجعة تنتظر من يسمع، وصورة سودانية دامغة لوجه الحرب القبيح الذي يطال أكثر فئات الشعب هشاشة وضعفًا.
About The Author
