شرق السودان: تحالف جديد يثير الجدل: تشكيل قوة مشتركة ومطالب بمنبر تفاوضي منفصل

15
تحالف جديد الشرق

كسلا – بلو نيوز

أعلنت ثلاث حركات وكيانات سياسية يوم الخميس عن تشكيل تحالف جديد تحت اسم “القوات المشتركة لحركات شرق السودان”، خلال ملتقى تشاوري انعقد بمنطقة تمنتاي في ولاية كسلا، وسط دعوات متصاعدة لمنبر تفاوضي خاص بقضايا الإقليم.

التحالف الجديد يضم كلاً من “مؤتمر البجا القيادة الموحدة” بقيادة محمد طاهر أوقدف، و”الأورطة الشرقية” بقيادة الأمين داوود، إلى جانب “المقاومة الشعبية والمستنفرين” بقيادة الناظر محمد الأمين ترك، أحد أبرز الزعامات القبلية في الإقليم.

وفي كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية، طالب الناظر ترك رئيس الوزراء السوداني الجديد، الدكتور كامل إدريس، بالإسراع في معالجة أزمة شرق السودان عبر منبر تفاوضي منفصل، منتقدًا ما وصفه بتهميش مزمن مارسته النخب المركزية التي تحكم البلاد منذ الاستقلال في 1956.

من جانبه، أعلن محمد طاهر أوقدف عن نية مكوني التحالف توحيد قواتهم في قوة عسكرية مشتركة تحت راية الدفاع عن “حقوق أهل الشرق وأرضهم”، في إشارة واضحة إلى تصاعد الحراك المسلح كأداة تفاوض في ظل الانسداد السياسي.

كما عبر أوقدف عن امتعاضه من تجاهل ما اعتبره “دوراً حاسماً للناظر ترك في التصدي لحكومات سابقة”، داعيًا إلى تنصيبه رئيساً للبرلمان السوداني باعتباره رمزًا وطنياً وممثلًا شرعياً للشرق.

أما على الصعيد السياسي، فقد دعا جعفر محمد الحسن، رئيس المكتب السياسي للجبهة الشعبية المتحدة، إلى اتفاق شامل حول مسار شرق السودان، مؤكداً أن جميع الفرقاء سيصلون إلى توافق يضمن حقوق الإقليم في السلطة والخدمة المدنية، مشددًا على أهمية وحدة الصف الشرقي لتحقيق مطالبهم المشروعة.

لكن هذه التحركات لم تمر دون انتقادات، إذ اعتبر الكاتب والباحث السياسي أبو فاطمة أونور أن التحالف الجديد يسعى للضغط على الحكومة الانتقالية من أجل انتزاع مكاسب سياسية، واصفاً الخطوة بأنها “محاولة للتشويش على تحالف آخر أكثر استقراراً”  في إشارة إلى التحالف الذي يضم مؤتمر البجا بقيادة موسى محمد أحمد، والحركة الوطنية لشرق السودان بقيادة محمد طاهر علي بيتاي، وقوات تحرير شرق السودان بقيادة إبراهيم دنيا.

وأكد أونور أن تشكيل هذه الكيانات المتوازية، والمطالبة بمنابر تفاوضية متعددة، قد يؤدي إلى تفكيك الموقف التفاوضي لشرق السودان، ويعقّد جهود التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة.

ويذكر أن شرق السودان ظل في السنوات الأخيرة مسرحاً لتجاذبات حادة بين قوى سياسية وقبلية، وسط تصاعد دعوات “التمثيل العادل والتنمية المتوازنة”، لا سيما بعد أن أدت الاحتجاجات الشعبية وإغلاق الموانئ إلى تسليط الضوء على تهميش الإقليم.

ومع اشتداد الصراع في الخرطوم وأقاليم السودان الأخرى، يبدو أن شرق البلاد يدخل مرحلة جديدة من الاصطفافات، ما ينذر بفتح جبهة تفاوضية جديدة قد تضع الحكومة أمام تحديات إضافية في مسار الانتقال المعقّد.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *