تصعيد في مالي: “القاعدة” تدعو إلى “حكومة شرعية” وسط تمددها قرب العاصمة وتقدم الجيش نحو الشمال بدعم روسي

وكالات – بلو نيوز الاخبارية
في تطور مقلق للأوضاع في مالي، دعت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، المرتبطة بتنظيم القاعدة، إلى تشكيل ما وصفته بـ”حكومة شرعية” يقودها الماليون أنفسهم، وذلك بالتزامن مع تصاعد هجماتها الإرهابية واقترابها من العاصمة باماكو، ما يعزز من قبضتها على مناطق جديدة جنوب البلاد.
وجاءت الدعوة في بيان رسمي للجماعة المسلحة، تضمن هجوماً لاذعاً على السلطات العسكرية الحاكمة في باماكو والداعم الروسي، واصفة روسيا بأنها “قوة غازية ومحتلة”، ومعلنة أن قتالها هو “دفاع عن البلاد في وجه الصائل الأجنبي”.
تزامناً، تداول ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لهجمات نفذها مسلحو الجماعة على قوافل عسكرية تابعة للجيش المالي، كانت في طريقها إلى مدينة “أجلهوك” الاستراتيجية شمال البلاد، قرب الحدود الجزائرية، وذلك بدعم من وحدات “فيلق أفريقيا” الروسي، الذي حل مكان مجموعة فاغنر منذ أبريل الماضي.
ووفقاً لمصادر ميدانية، اندلعت مواجهات عنيفة أخّرت وصول القوات المالية والروسية إلى المدينة، مما أتاح لتنظيم القاعدة تعزيز سيطرته في الجنوب وفرض حصار على بلدات عدة، وسط تقارير عن عمليات اختطاف طالت 11 مدنياً بينهم زعماء تقليديون.
وفي تطور نادر منذ أكثر من أربع سنوات، بدأت مفاوضات غير مباشرة بين الجماعة والوجهاء المحليين بإذن غير رسمي من الجيش المالي، في محاولة لنزع فتيل التوتر الأمني المتصاعد في وسط البلاد.
وتأتي هذه التطورات بينما يزداد القلق المحلي والدولي من احتمال انهيار السلطة الانتقالية العسكرية في باماكو، التي تحكم البلاد منذ انقلاب 2020، رغم الدعم الأمني والعسكري المكثف من موسكو.
الجماعة الجهادية، من جهتها، لم تكتف بإعلان نيتها مواصلة “الجهاد” حتى “تحقيق الاستقلال الكامل تحت راية الشريعة”، بل حذّرت روسيا من مصير مشابه لتجربة الاتحاد السوفييتي في أفغانستان، مؤكدة أن مقاتليها في منطقة الساحل سيخوضون “مقاومة شرسة” ضد أي وجود أجنبي.
مالي تقف اليوم على مفترق طرق خطير، حيث يلوح في الأفق شبح الانهيار الأمني الكامل، في ظل تمدد نفوذ الجماعات المتشددة، وشلل سياسي داخلي، وتدخل خارجي تتزايد مخاطره يوماً بعد آخر.