نجم الدين دريسة يكتب: زيارة “حميدتي” إلى ليبيا .. دلالات ومؤشرات .!!
جولات عديدة قام بها السيد قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو منذ خواتيم ديسمبر من العام المنصرم شملت عدد من الدول الافريقية المهمة في القارة حيث قوبلت جميعها بتقدير واهتمام بالغين… أفلح خلالها السيد حميدتي ان يقدم شرحا ضافيا للقادة والزعماء الافارقة عن حرب الخامس عشر من أبريل .. الاسباب والدوافع والظروف علاوة علي الجهات التي قامت باشعالها .. طرح رؤيته للحل السياسي مما كان له الأثر البالغ علي المشهد السياسي وهو الموقف الذي عده المجتمع الدولي بمثابة إبداء حسن نوايا وتأكيدا علي رغبة احد طرفي الصراع في وقف العدائيات والشروع في الحل السياسي وفي المقابل اكثر ما ظل يثير مخاوف وقلق المجتمع الدولي هو موقف قائد الجيش التصعيدي لا سيما وان الأمر كله مرتبط بشكل وثيق بتنظيم الاخوان المسلمين الذي يسيطر علي الجيش حيث ظل يسعي لجر البلاد لحرب اهلية لا تبقي ولا تذر من اجل العودة الي السلطة.
السيد محمد حمدان دقلو من خلال مواقفه المعلنة بات يؤكد رغبته في الحل السياسي الذي يفضي لايقاف الحرب ومنح الاولوية للقضايا الإنسانية وحماية المدنيين وايصال المساعدات الإنسانية فضلا عن انه أكد خلال خطابه في مرات عديدة علي عدم وجود نوايا لاستبدال الجيش بقوات الدعم السريع بل ويؤكد أيضا علي ضرورة الحكم المدني وبناء وتأسيس جيش بعقيدة وكفاءة قتالية ويكون مرآة عاكسة للتنوع وفقا لمعايير متفق ومتراضي عليها منها الثقل السكاني.. ومعالجة كل ازمات الدولة السودانية منذ الاستقلال… وهو في تقديري خطاب يعبر عن آمال طيف عريض من الشعوب السودانية ويؤكد ان الرجل قد استطاع في فترة وجيزة ان يتعاطي مع الازمة السياسية بشكل أذهل الجميع حيث استطاع ان يستوعب ما فشلت جنرلات الجيش في استيعابه عبر قرن من الزمان .
علي خلفية هذا السياق جاءت زيارة السيد قائد قوات الدعم السريع الي طرابلس تلبية للدعوة التي قدمها الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية بغرض الوقوف علي ومتابعة تطورات الاوضاع في السودان .. وسبق ان تم اجراء اتصالا هاتفيا بين الدبيبة وحميدتي تناول ايضا مسالة إحلال السلام ووقف الحرب .. وجاءت تلبية الدعوة من قبل حميدتي تأكيدا علي الموقف المبدئي الذي يقوم علي الترحيب باي جهود أو مبادرات من شأنها ان تضع حدا للازمة السياسية في السودان واستعداده التام لشرح الموقف من الحرب والمسارات السياسية المحتملة.
About The Author
