قناتي العربية والحدث .. وخدمة خط الإخوان ودعم الحرب بالسودان .
- قناتي العربية والحدث .. وخدمة خط الإخوان ودعم الحرب بالسودان .
خالد إسماعيل عثمان..
لم تكن تغطية قناتي “العربية والحدث” محايدة للحرب الدائرة بالسودان منذ 15 أبريل 2023، حيث اتسمت بغياب ظاهر للمعايير الصحفية الحقيقة كالموضوعية والدقة والتوازن والمصداقية والتحري من الأخبار، ومرد ذلك ربما ليس سياسات دولة القناة فحسب التي في ذات الوقت تحتضن منبر جدة للتفاوض المنوط به العمل على إيقاف الحرب، ولكن لعوامل أخرى ايضاً وهي سيطرة كوادر الإخوان على إدارة التحرير وتحديداً ملف السودان.
وفي مفارقة مدهشة أن تسعي الدولة مالكة القناة لتكثيف جهودها لوقف الحرب في السودان وتبذل طاقتها لجمع اطراف الحرب أملا في احراز تقدم فيها، ولكن في ذات الوقت تعمل منصاتها الإعلامية بكل قوة لهدم أي بوادر انفراج لوقف الحرب في السودان حيث تخصصت قناتي العربية والحدث لوأد خطوات سلام بل عمل كادرها الإعلامي السوداني من مراسلين ومحررين لخدمة خط الإخوان المسلمين والحركة الإسلامية من خلال التغطية غير المهنية كصياغة الأخبار والتقارير لخدمة جيش الحركة الإسلامية.
وبحسب المعلومات المتاحة ان إدارة الملف السوداني أوكلت من قبل المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية إلى مدير القناة السوداني أحمد القرشي ادريس عضو تنظيم الاخوان المسلمين وكادر المؤتمر الوطني منذ ان كان في الثانوي وحتى الجامعة ليشرف بشكل مباشر على ملف السودان بالقناة، حيث ظل يتدخل ويقف بنفسه في أدق التفاصيل من خلال تحرير المواد واختيار الضيوف والمتحدثين بما في ذلك التوقيت الزمني الممنوح لهم، ومن خلال إدارته جعل القناتين مرتفع لفلول النظام البائد يبثون فيها سمومهم الداعية لاستمرار الحرب في السودان.
وقد ادخل القرشي وسيطر حتى على مراسلي ومذيعي القناة من السودانيين، بما في ذلك غير المنتمين للمؤتمر الوطني، مثل لينا يعقوب وسعد الدين حسن وغيرهم وأجبرهم على ابراز موقف منسوبي النظام وجيش الحركة الإسلامية ومنحهم الأولوية بما لا يقل عن 90 بالمئة على ان تعطي مساحة شكلية ورمزية لداعمي وقف الحرب، هذا بخلاق كادر كتائب البراء الجهادية نزار بغداوي المنتمي فكرا وتنظيماً للحركة الإسلامية والأخير يتدثر بالعمل بالصحفي المهني ليخدم خط تنظيمه الأيدلوجي، فقد شاهدناه متظاهراً بصلاة النصر في مسجد الإذاعة مقدماً انصع صورة لاستخدام الإسلاميين للدين لإستدرار عاطفة الشعب، وهذا هو النفاق بعينه التي عمل عليها منسوبي النظام طوال عقود حكمهم الماضية.
لم نرغب في الحديث عن التغطية الخبرية للقناة ولكن لقد بلغ السيل الذبى، فيجب على القائمين على الأمر إيقاف سموم هذا التنظيم الإجرامي عن الشعب السوداني.