أبوعبيدة برغوث يكتب: الحركات المسلحة ٠٠٠ عندما تباع الثورة. (1)

47

  • أبوعبيدة برغوث يكتب: الحركات المسلحة ٠٠٠ عندما تباع الثورة. (1)

تسألنى ويسألني آخرون عماذا حدث للحركات المسلحة اليوم إذن هو السؤال ذاته هل كانت هناك قضية ؟؟؟

نعم ولكن من أجل أى قضية أو هدف كانت تقاتل حركة العدل والمساواة (جبريل) وحركة تحرير السودان (مناوى) وماهو سبب الحرب التى أشعلوها فى دارفور 2003 تحت مسمى- التحرير والعدالة والمساواة – قتل خلالها نحو أكثر من 300 ألف مواطن برئ فى دارفور وفق إحصائيات المنظمات الدولية و (10) ألف مواطن طبقا لما أقرت به الحكومة على لسان الرئيس المخلوع عمر البشير. أعتقد أن جبريل نسى أو حاول أن يتناسى عن عمد أيضا عندما إنحاز بقواته فى جنوب السودان لصفوف قوات الرئيس سلفاكير التى كانت تخوض معارك ضد قوات نائب الرئيس رياك مشار الذى دخلت قواته مدينة بانتيو ثم إنتقمت من التجار المنحدرين من دارفور وأغلبهم من أهله الذين إحتموا بمسجد بانتيو وكانت قوات مشار ترى فى جبريل حليف لسفاكير فذهبت لهم فى المسجد وقتلت أكثر من 500 تاجر كانوا يحتمون به، وقتها كانت الخرطوم تصفق لتلك الجريمة البشعة التى أرتكبت بحق الابرياء فى بانتيو وإعلامها يصف أولئك الأبرياء بالمتمردين لكن يبدو أن جبريل عقب إتفاق سلام الجنوبين دخل فى صفقة مع المعارضة وتشير بعض التسريبات بأن الرجل إستطاع أن يستحوذ على أسهم بنك جنوب السودان التجارى الذى كان خاص بحاكم بانتيو السابق تعبان دينق قاى وأربعة اخرين ، أضف لذلك أن جبريل ومناوى عندما وصلوا عقب إتفاقية جوبا للسلام التى رفضتها النخب وفرضها حميدتى لم يذهب منهم أحد إلى معسكرات النازحين الذين تجاوزوا (2) مليون نازح ولاجئ فى دارفور بسبب حربهم التى دمرت البنية التحية فى الإقليم ومزقت النسيج الإجتماعى وضربت التعايش السلمي الذى كان قائما بين السكان .

إذن لماذا كل هذا الدمار إذا كان فى نهاية المطاف تتخلى الحركات المسلحة عن الشعارات والأهداف التى أعلنتها ومات من أجلها كل هذا العدد المهول من الناس؟!

أنا جد مندهش ومستغرب لأني لم أجد اي تفسير أو مبرر لموقف الحركات المنحاز لقيادة الجيش والفلول الذين كانوا يحاربونهم ويصفونهم بالأجانب والتشاديين والمرتزقة وقطاع الطرق ويستهدفون أهاليهم على أساس عنصري بغيض وشردوا التجار المتحدرين من دارفور من سوق ليبيا .

أما كان الأجدر لهذه الحركات إتخاذ موقف ذات الحركات التى وقفت على الحياد؟؟؟؛ حينها كان يمكن للناس أن يجدوا لها العذر.

صحيح ياصديقى هو الموقف ذاته الذى إتخذه مالك عقار الذى ظل يحارب المركز فى صفوف الحركة الشعبية لأكثر من (42) عاما وها هو فى نهاية المطاف تخلى عن الملايين الذين سقطوا فى النيل الأزرق وجبال النوبة وجنوب السودان وإنحاز الى اللا شئ.

ليتجدد السؤال لمالك عقار ماذا حدث هل تغيرت القضية أم تغيرت السلطة؟!.

أذكر أن مالك عقار عندما جاء الخرطوم وفق إتفاقية نيفاشا فى عام 2005 كان أكثر تطرفا بل أن الرجل كان يعتقد أن هذا السودان لا يمكن إصلاحه إلا بعد فترة زمنية طويلة وكان يعتقد أن كل الصحفيين والإعلامين مؤتمر وطنى حسب إعتقاده لأنهم تعلموا فى سنوات الإنقاذ وبالتالى يجب أن لا يتحدث إليهم ، وأذكر أيضا فى مؤتمر جوبا 2009 الذى شارك فيه رؤساء الأحزاب السياسية نقد والترابى والصادق وآخرين كانت هناك جلسة ببرلمان جنوب السودان قدم خلالها الجنوبين مرافعة قوية عن موقفهم وتحدثوا عن الظلم الذى لحق بهم وعدم المساواة وفى تلك الجلسة قدم مالك عقار خطاب عن النخب النيلية السياسية وهيمنة المركز وعدم المساواة كنت أستمع للرجل وفى إعتقادى ان الذى يتحدث هو نلسون مانديلا او مالكوم أكس أو الأب فليب عباس غبوش ،

لكن من الغرائب أن مالك عقار في نسخته الجديدة يتحدث اليوم عن وحدة السودان وعن الدولة كما أن جبريل يبرر موقفة من دعم الجيش بأنه من أجل وحدة البلاد وفى الوقت ذاته نجد قادة الجيش وحواضنهم الإجتماعية يبدون إستعدادهم لتقسيم البلاد من أجل الحفاظ على سلطة زائفة فهل أدرك قادة الحركات هذه الحقيقة وتجاوزوها وبالتالى تخلوا عن الثورة التى كانوا ينادون بها ؟؟

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *