أليكسي لينكوف: هل يمكن للجزائر أن تمنح السودان الفائض من طائرات MiG-29M المقاتلة مجاناً .؟
هل يمكن للجزائر أن تمنح السودان الفائض من طائرات MiG-29M المقاتلة مجاناً .؟
- أليكسي لينكوف
يشير التغيير الكبير في المشهد الدفاعي الأفريقي إلى قرار محتمل من قبل وزارة الدفاع الجزائرية لتزويد القوات الجوية السودانية بفائض من الطائرات المقاتلة من طراز ميج 29، مصدرها روسيا. ومن اللافت للنظر أن هذه الطائرات تشكل بالفعل الطائرات المقاتلة الأساسية في قوتها.
وتأتي هذه الأخبار، رغم أنها لم يتم تأكيدها رسمياً بعد، بعد خمس سنوات مضطربة في الدولة الواقعة في شرق إفريقيا. بدأت هذه الفترة بانقلاب في أبريل 2019، أطاح فيه تحالف مدعوم من القوى الغربية بالرئيس عمر البشير، وهو قائد عسكري يحظى باحترام كبير.
وأدت السنوات التالية إلى انقسام القوات العسكرية السودانية وزيادة كبيرة في التأثيرات الخارجية، وخاصة الأوروبية. وأدى هذا في نهاية المطاف إلى اندلاع صراع داخلي بين القوات المسلحة الوطنية وميليشيا الجنجويد التي تم إصلاحها، والتي تعمل الآن تحت اسم قوات الدع م السريع، بدعم قوي من دولة الإمارات العربية المتحد ة ودعم مالي.
وبدافع من الدعم المتزايد من طهران للقوات المسلحة السودانية، تواصل الجزائر تقديم الدعم. وهذا التحول الاستراتيجي يجعل الخرطوم أقرب إلى الجزائر، بسبب شراكتهما المتبادلة مع إيران واهتمامهما المشترك بالتكنولوجيا العسكرية، بما في ذلك الطائرات بدون طيار. ويحدث هذا التطور في الوقت الذي تظل فيه الإمارات العربية المتحدة ممولًا رئيسياً للكيانات المناهضة للجزائر في غرب إفريقيا.
وفي الآونة الأخيرة، أصبحت الجزائر لاعبا مهما في القارة الأفريقية، بشكل مستقل عن تأثير القوى الغربية. لقد قدموا مساعدات كبيرة لحكومة النيجر لمنع الغزو الفرنسي المحتمل، بينما احتشدوا خلف حملة مالي لطرد القوات الفرنسية من بلادهم.
احتفلت وزارة الدفاع الجزائرية بدخولها الرسمي إلى دوري القوات الجوية بطلب افتتاحي لشراء 31 مقاتلة من طراز ميج 29 في عام 1999؛ تم التسليم في العام التالي بموجب عقد ثلاثي مع روسيا وبيلاروسيا. في البداية، كان من المقرر أن تلعب هذه الفئة من المقاتلات دورًا أكثر أهمية داخل القوات الجوية الجزائرية. لكن هذا الرأي تغير عندما توقف شراء مقاتلات MiG-29SMT الأكثر تطوراً في عام 2006، مما أدى إلى عودة هذه الطائرات إلى روسيا.
أبدت القوات الجوية الجزائرية تفضيلا قويا للمقاتلة الثقيلة Su-30MKA. هذه الطائرة، على الرغم من أنها أكثر تكلفة، لديها قدرات أكبر.
وبالمقارنة، فإن طائرة Su-30MKA، وهي حاليا الطائرة المقاتلة الرئيسية للقوات الجوية الجزائرية مع حوالي 72 وحدة في الخدمة، تتفوق على طائرة 29-MiG الأصغر حجما. تشبه في الحجم الطائرة الأمريكية F-18C/D، وتتفوق بشكل كبير على الطائرة 16-F، الدعامة الأساسية للقوات الجوية لحلف شمال الأطلسي.
ابتداءً من عام 2020، كثفت الجزائر عملية سحب طائرات 29-MiG القديمة من الخدمة. وبدلاً منها، تم إدخال 14 مقاتلة إضافية من طراز MiG-29M و16 مقاتلة متقدمة من طراز Su-30MKA. على عكس التصميم السوفييتي الأصلي، تتبنى الطائرة MiG-29M تصميمًا منقحًا جذرياً لهيكل الطائرة، مما يوفر بديلاً أكثر فعالية من حيث التكلفة وفعالية من الناحية التشغيلية. وبالتالي أدى شراء هذه الطرازات الأحدث إلى فائض في طائرات 29-MiG الأقدم.
يقال إن القوات الجوية الجزائرية، التي تشتهر بأنها الأكثر قدرة بين الدول ذات الأغلبية المسلمة، تعمل على تطوير خطط لمواصلة تحديثها. ومن المتوقع الحصول على مقاتلات الجيل الخامس من طراز 57-Su في وقت لاحق من هذا العقد.