سوزان ستيجانت: ليست هنالك حلول سهلة في السودان لكن يمكن اتخاذ خطوات ملموسة.
وكالات: بلو نيوز الإخبارية-
طرحت مديرة برنامج أفريقيا في معهد السلام الأمريكي، سوزان ستيجانت، أربع أولويات لمعالجة الأوضاع المتدهورة في السودان. وقالت في مقالة نشرتها في موقع المعهد الخميس 18 ابريل أن الأولويات التي تطرحها تأتي في الوقت عجزت فيه المبادرات والمواقف الدولية في وقف القتال او الحد من المأساة الإنسانية التي تتفاقم في السودان جراء الحرب التي دخلت عامها الثاني.
استراتيجية موحدة ومدعومة:
وأشارت إلى ان أولى الخطوات حاليا بالنسبة للمجتمع الدولي هي تطوير وتنفيذ استراتيجية مشتركة ومتماسكة لقيادة المبعوثين المعينين حديثًا وتحديدا السيد توم بيرييلو المبعوث الأمريكي الخاص للسودان السفير رمضان لعمامرة مبعوث الأمين العام الأمم المتحدة للسودان ورئيس لجنة الاتحاد الأفريقي الرفيعة المستوى بشأن السودان، السفير محمد شمباس. ودعت لتوفير العدد الكافي من الموظفين والموارد والدعم السياسي رفيع المستوى لهم حتى يتمكنوا من تطوير استراتيجية مشتركة ترتكز على حقائق منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر وان ذلك سيجعلهم في وضع أفضل لتوفير قيادة منسقة للجهود الدولية تجاه السودان.
المساعدات الإنسانية:
وأضافت يجب أن تكون الأولوية الآن هي إيصال المساعدات الإنسانية إلى من هم في أمس الحاجة إليها من خلال الآليات الأكثر فعالية. ويبدو أن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ما زالت مقتنعة بأن الحرب هي الطريقة الأكثر فعالية للتنافس على السلطة. ويبدو كلاهما على يقين من أنه قادر على “الانتصار” في المعركة، كل منهم منغلق على سردية خطيرة يستخدمها لإضفاء الشرعية على عنفه.
وفي هذا السياق، يبدو أن التفاوض على وقف إطلاق النار على مستوى البلاد ليس قريب المنال لذلك يجب إعطاء الأولوية للتفاوض على وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستهدف ومحدد زمنياً لنقل الإمدادات الإنسانية التي يمكن أن تخفف من العواقب الإنسانية للحرب. ويجب أيضًا إعداد الخيارات لحماية المدنيين والبنية التحتية الحيوية.
وأضافت أن الاستجابة الإنسانية الفعالة تعتمد على تحويل التعهدات التي قدمت في مؤتمر باريس بقيمة 2.2 مليار دولار إلى عمليات شراء سريعة وتحديد مواقع ونقل المواد الغذائية والإمدادات الحيوية. ويجب أن تكون الاستجابة التي يقودها السودانيون من خلال غرف الطوارئ جزءًا من هذا.
وقالت الباحثة إن التجربة التي قدمتها لجان الطوارئ في السودان في حماية نسيج المجتمع واستثارة الكرم والتضامن بين السودانيين بموارد شحيحة جدا تعتبر نموذجا يحتذى وانه قد حان الأوان للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، الأمم المتحدة والجهات المانحة الأخرى لزيادة الدعم المالي المرن كجزء من الاستجابة لحالات الطوارئ.
تهدئة الصراع:
وأشارت مديرة برنامج أفريقيا في معهد السلام الأمريكي، سوزان ستيجانت إلى انه من الملح جدا العمل الآن على تهدئة الصراع في المناطق الأكثر عرضة لخطر العنف الجماعي واعتبرت مناطق الفاشر في دارفور وولاية الجزيرة وشرق السودان الأكثر عرضة لخطر التصعيد. وسيكون لتوسع العنف آثار إنسانية مدمرة حذر منها أنطونيو غوتيريش. الأمين العام للأمم المتحدة الأسبوع الماضي. وقالت إن المدنيين سيجدون أنفسهم عالقين وسط القتال في أحسن الأحوال، ويتم استهدافهم مباشرة في أسوأ الأحوال ولن تؤدي المكاسب في المعارك إلا إلى تعقيد الجولة التالية من المحادثات.
وترى الباحثة انه لا يزال من الممكن بذل الجهود لوقف التصعيد. يمكن للمكالمات الهاتفية المتسقة والمستمرة من المسؤولين رفيعي المستوى في الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والدول المجاورة أن تنقل إلى قادة الحرب في السودان أنهم سيتحملون المسؤولية عن العمل العسكري. هناك حاجة أيضًا إلى اتصالات هادئة عبر القنوات الخلفية لمنح الأطراف المتحاربة مسارات ممكنة للخروج. ويمكن تفعيل وتمويل الآليات لاستخدام صور الأقمار الصناعية مفتوحة المصدر والشبكات المجتمعية لتوثيق انتهاكات القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان. ويمكن ممارسة الضغط الشعبي على أولئك الذين يقدمون الأسلحة والإمدادات والموارد لدعوة الجنرالات إلى التراجع.
مفاوضات جدة:
أما الخطوة الرابعة الضرورية، حسب الباحثة، فهي العودة إلى أسس جولة المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة والسعودية في جدة بالمملكة العربية السعودية كدبلوماسية طارئة. وإذا استؤنفت هذه المحادثات، كما هو متوقع، فسوف تكون هناك حاجة إلى نهج مختلف يستفيد من دروس الجولة السابقة.
ويتطلب التيسير الفعال للمفاوضات تعريفاً مشتركاً لشكل ونطاق وحجم المشكلة التي تحرك العنف والخيارات المتاحة للوصول إلى نهاية اللعبة. وهذا ليس تمرينًا أكاديميًا، ولكنه يتطلب دبلوماسية مكثفة وجهدًا سياسيًا. نحن نعلم أن عمليات السلام تكون أكثر فعالية عندما تشارك فيها النساء. وحتى الآن، تم استبعاد المرأة السودانية إلى حد كبير من هذه الجهود ويوفر مشاركتهن أفضل فرصة للنجاح، ويمكن للوسطاء إنشاء آلية منظمة ومتسقة ومعروفة للتشاور بانتظام مع الأشخاص الأكثر تأثراً بالعنف. أو يمكن دعوة النساء والشباب والمستجيبين في الخطوط الأمامية لمراقبة المحادثات، أو المشاركة في منتدى قريب لتضخيم رفضهم المشترك للحرب، أو حتى المشاركة بشكل مباشر في بعض أو كل القضايا.
وأكدت في ختام مقالها أن الأسباب التي تدعو المجتمع الدولي إلى المساعدة في حل الأزمة واضحة في كل الاتجاهات. فمن الناحية الإنسانية، بلغ مستوى المعاناة الإنسانية حدا لا يطاق. ومن الناحية الاستراتيجية، فإن خطر انهيار المن والسلام في القرن الأفريقي والبحر الأحمر يشكل تهديداً جديا للمصالح الأمريكية والعالمية. وشددت على انه ليست هنالك حلول سريعة وسهلة أو إجابات بسيطة، ولكن هناك خطوات ملموسة وقابلة للتنفيذ في متناول اليد.