الهادي إدريس: إفراغ الفاشر من السكان هو السبيل الوحيد لحماية الأرواح

الفاشر – بلو نيوز الإخبارية
أعلن رئيس حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، الهادي إدريس، يوم السبت عن خطط لإجلاء أكثر من 100 ألف أسرة من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، والمعسكرات المحيطة بها، في خطوة وصفها بأنها “السبيل الوحيد للحفاظ على أرواح المدنيين”.
وقال إدريس في تصريح خاص لـ”سودان تربيون” إن حركة تحرير السودان قد نجحت حتى الآن في إجلاء أكثر من 50 ألف أسرة من الفاشر إلى مناطق أكثر أمانًا في طويلة وكورما غرب المدينة. وأضاف أن العديد من النازحين ما زالوا عالقين في شقرة بالقرب من معسكر زمزم، حيث تواصل قواته تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثة من غذاء ومياه شرب.
وأكد إدريس أن الأوضاع في ولاية شمال دارفور تزداد تصعيدًا، مشيرًا إلى أن حصار قوات الدعم السريع لمدينة الفاشر، بما في ذلك السيطرة على معسكر زمزم، يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة المدنيين. وأوضح أن الإخلاء هو الخيار الوحيد في ظل فشل الأطراف المتنازعة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو هدنة، حيث يتم استخدام المدنيين كدروع بشرية.
وفي سياق متصل، اتهم إدريس الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني بإفشال محاولات سابقة لوقف العدائيات داخل المدينة، داعيًا إلى إجلاء المدنيين إلى مناطق آمنة لتجنب وقوع مزيد من الخسائر في الأرواح. وأكد أن بعض المنظمات الدولية أبدت استعدادها لتقديم المساعدات الإنسانية للنازحين فور وصولهم إلى المناطق الآمنة.
وتابع إدريس: “لن نشجع الناس على البقاء في الفاشر، لأن المدينة أصبحت منطقة قتال، ولن تصلهم المساعدات الإنسانية في الوقت الذي هم بحاجة ماسة إليها. يجب عليهم أن يخرجوا فورًا”.
وفيما يتعلق بمشاركة قواته في الهجوم على معسكر زمزم، نفى إدريس بشدة الاتهامات الموجهة إليهم، مؤكدًا أن قواته تركز على إجلاء المدنيين ولا تقترب من مواقع الاشتباكات. وأوضح أن قوات تحالف “تأسيس” تعمل بالتنسيق مع قوات الدعم السريع في عملية إجلاء المدنيين، التي ليست مهمة حربية بل إنسانية بحتة.
وفي ختام حديثه، تحدث إدريس عن حكومة “تأسيس” الموازية التي يعتزم التحالف الإعلان عنها قريبًا، مؤكدًا أن هذه الحكومة ستعمل من أجل السلام ووقف القتال، ولن تتحمل أي مسؤولية عن الانتهاكات التي ارتكبها الأطراف الأخرى في الصراع. وأضاف أن التحالف يسعى إلى تقديم الخدمات للمواطنين في مناطق سيطرته، مؤكدًا أن تشكيل الحكومة الموازية ليس هدفه تقسيم السودان بل استعادة حقوق المواطنين في ظل غياب الحكومة الشرعية.