مبادرة أفريقية جديدة تدخل على خط الأزمة السودانيهل ينجح الاتحاد الأفريقي؟

304

وكالات: بلو نيوز الإخبارية-

مبادرة أفريقية تدخل على خط الأزمة السودانية تعتزم تيسير حوار شامل بين أطراف الصراع في خطوة يأمل أن تحرك ملفا راكدا وشائكا.

وتأتي المبادرة في وقت تمضي فيه الحرب المندلعة في السودان بين الجيش وقوات “الدعم السريع” نحو المجهول، مع تصاعد الخسائر البشرية والاقتصادية.

وفي مساعٍ جادة لإنهاء النزاع، قررت آلية الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى المعنية باستعادة الاستقرار في السودان، الإثنين، تيسير حوار شامل بين الفرقاء السودانيين خلال أسابيع.

ومؤخرا، التقى نائبا رئيس هيئة قيادة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) الهادي إدريس، وهيام بشرى، وعضوا الهيئة أسماء محمود، وبكري الجاك، وأمين عام التحالف الصديق المهدي، بالآلية الأفريقية برئاسة محمد شمباس، وسيمبوسا وواندير، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

وفي 12 مارس/آذار الماضي، قالت الآلية الأفريقية، إنها أنهت جولة مشاوراتها الأولية مع السودانيين والمجتمع الدولي والتي تمحورت حول التأكيد على إنهاء النزاع عبر التفاوض، والحاجة إلى حوار شامل بغرض التوصل إلى اتفاق على عملية انتقالية.

تعقيدات:

يقول الكاتب والمحلل السياسي السودان، يوسف حمد، إنه “نظرا للتعقيدات التي تكتنف السياسة في القارة الأفريقية، فمن الصعب تحديد ما إذا كانت هذه الخطوة هي بداية الحل أم الخطوة التالية”.

وأضاف حمد في حديثه لـ”العين الإخبارية”: “في الواقع فإن أفريقيا محاطة بعدة إشكالات، بعض جذورها له امتدادات خارج القارة، وأحيانا ذو صلة بالموقف من الديمقراطية والتحالف السياسي من أجلها”.

ومستدركا: “لكن في تقديري أن الحل السوداني لن يكون بعيدا عن الآلية الأفريقية، وهذا الأمر يتطلب أن يكون الاتحاد الأفريقي سخيا في القيام بدوره تجاه المعضلة السودانية المتفاقمة”.

متغيرات الداخل:

من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي السوداني، الهضيبي يس، أنه “منذ الوهلة الأولى عندما تم إطلاق أول رصاصة بين طرفي النزاع المسلح في السودان، بادر الاتحاد الأفريقي لنزع فتيل الأزمة قبل أكثر من عام”.

ويقول يس لـ”العين الإخبارية”، إن “الاتحاد الأفريقي يذهب الآن في ذات الاتجاه مع بروز بعض المتغيرات في الداخل السوداني، سواء باتساع رقعة الحرب بصورة جغرافية، أو تفاقم الوضع الإنساني، وكذلك تدخل بعض الأطراف الدولية في شأن الحرب”.

وبحسب الخبير، فإنه “للحصول على نتائج تصب في تحقيق أهداف مبادرة الاتحاد الأفريقي من خلال جمع الفرقاء السودانيين، لا بد من إعادة عنصر الثقة بين الكيان الأفريقي والسودانيين أنفسهم”.

حوار شامل:

ذكرت تنسيقية (تقدم) في بيان اطلعت عليه “العين الإخبارية”، أن وفد الآلية الرفيعة قال إن الاتحاد الأفريقي على وشك تيسير حوار شامل بين السودانيين خلال الأسابيع المقبلة.

وأشارت إلى أن الآلية أخطرتهم بجهودها لوقف الحرب في السودان عبر حل سياسي شامل يتم التفاوض عليه بين السودانيين أنفسهم، حيث يعمل الاتحاد الأفريقي على توحيد الجهود الساعية للسلام.

وأكدت الآلية، وفقا للبيان، أن منبر جدة هو الوحيد الفاعل حاليا من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار.

وسبق أن استضافت مدينة جدة محادثات برعاية سعودية أمريكية، في 11 مايو/أيار 2023، أسفرت عن أول اتفاق طرفي الحرب على الالتزام بحماية المدنيين.

وأفلح منبر جدة في إعلان أكثر من هدنة، لكن تخللتها خروقات عديدة وتبادل للاتهامات؛ ما دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق المفاوضات في ديسمبر/كانون الأول 2023.

ويشترط الجيش رفع تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي مقابل الموافقة على أي حلول صادرة عنه حيال النزاع القائم، حيث جمّد التكتل القاري عضوية البلاد بعد الانقلاب الذي نفذه قائدا الجيش والدعم السريع في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021.

وبعد يومين من التاريخ المذكور، أمر الاتحاد الأفريقي بتعليق مشاركة السودان في جميع أنشطته “بأثر فوري”، على خلفية “استيلاء الجيش السوداني على السلطة وحل الحكومة الانتقالية”.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، قررت حكومة السودان تجميد عضوية البلاد بالهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد)، بشأن ملف الأزمة الراهنة في السودان.

مأساة:

وقالت تنسيقية (تقدم)، إن وفدها قدم لآلية الاتحاد الأفريقي، خلال اللقاء، شرحًا عن أوضاع السودانيين المأساوية في مناطق الحرب والنزوح واللجوء، خاصة بعد اتساع نطاق النزاع وخطر المجاعة الذي أصبح أمرا واقعا وحقيقيا.

وأوضحت أن الوفد استعرض خطة (تقدم) الخاصة بعقد مائدة مستديرة للقوى الرافضة للحرب والداعمة للانتقال المدني، بغرض التوصل إلى رؤية حول وقف الحرب، قبل الذهاب إلى عملية سياسية ترتب أوضاع البلاد بالتزامن مع وقف إطلاق النار.

وتطالب تنسيقية (تقدم) بضرورة تسليم السلطة إلى المدنيين، عبر عملية سياسية تجري بالتزامن مع مفاوضات وقف إطلاق النار، لمنع تجدد النزاع.

وتزايدت دعوات أممية ودولية إلى تجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت؛ جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.

وتتواصل الحرب بين الجيش وقوات “الدعم السريع” منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، في نزاع خلّف 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *