“بيان” الدعم السريع .. و”بيان” خارجية بورتكيزان وسخرية العالم.!!
“بيان” الدعم السريع .. و”بيان” خارجية بورتكيزان وسخرية العالم.!!
علي أحمد
يعلم الكيزان علم اليقين أن نهاية هذه الحرب لابد أن تتم باتفاق بين الدعم السريع والجيش؛ وهذا يعني نهايتهم الحتمية، لذلك يعملون على استمرارها وهم لا يقاتلون فيها إلا من بعض الصور التي يلتقطتها بائع الأواني المنزلية صبي البراء من أجل الدعاية لمنظمته الإرهابية الكيزانية.
وكذلك الحال، يعلم البرهان أن أي مفاوضات تفضي إلى اتفاق مع الدعم السريع، ستحيله إلى الثكنات ومن ثم التقاعد، حيث ستسلم مقاليد الحكم في البلاد إلى المدنيين، وهذا ينزع منه الجغرافيا القليلة التي يحكمها في الشرق والشمال، والرجل مريض بالكرسي والعياذ بالله.
هذان الجزءان السالفان، يفسران لماذا يتردد قائد الجيش في الانخراط في أي مفاوضات مطروحة، ولماذا يرغب في لقاء حميدتي سِراً ولوحده؟، ويفسران أيضاً بيان التنصل الأخير عن مفاوضات جنيف من خلال بيان وزارة الخارجية (المملوكة بالكامل) للكيزان، وقد رددت خارجية بورتكيزان خطاب حزب المؤتمر الوطني المحلول، حيث تريد من قوات الدعم السريع أن تقعل الآتي، قبل الشروع في المفاوضات:
– الخروج من المنازل والمرافق العامة.
– فتح الطرق والممرات للمساعدات الإنسانية.
– فك الحصار عن المدن .
– فرض عقوبات دولية على داعمي الدعم السريع.
– طلب اجتماع بين الجيش السوداني والحكومة الأمريكية للتمهيد الجيد لمفاوضات السلام.
أطلقت ضحكة عالية وأنا أقرأ ما لخصته هنا من بيان خارجية الكيزان، خصوصاً عندما تقارنه ببيان قوات الدعم السريع في ذات الصدد.
بالله عليكم، هل هؤلاء المعاتيه جادين في أن تنفذ الدعم السريع شروطهم هذه ليبدؤوا معها مفاوضات؟، إذا انسحبت الدعم السريع من المدن وفكت الحصار عنها وتم فتح ممرات، فعلى ماذا يتم التفاوض؟، هذا يعني أن تذهب الدعم السريع إلى المعسكرات السبعة التي حددها المعتوه الآخر ياسر العطا، وهي المنتصرة في الحرب والتي ألحقت بالجيش هزائم تسير بها الركبان وأصبحت حديث العالم كله، فمتى كان المهزوم يفرض شروطه على المنتصر؟، يا ألطاف الله.
هؤلاء العسكر والكيزان الذي يدورون في فلك بعضهم البعض، منفصلين عن الواقع وأغبياء، لا يعرفون كيف يديرون معركتهم العسكرية على الأرض ولا يعلمون كيف يديرون معركتهم الدبلوماسية في الخارج، بينما نجد في الجانب الآخر قوات الدعم السريع وهي تتقدم على أرض المعركة وتدير عملياتها العسكرية بحنكة وخطط وذكاء وتحقق الانتصارات تلو الأخرى، تفعل ذات الشئ في علاقاتها الخارجية سياسياً ودبلوماسياً، فقد أصدرت بياناً ضافياً محترماً يسرد تاريخ المفاوضات بينها وبين قيادة الجيش ابتداءً من انسحابه من منبر جده ورفضه التوقيع على اتفاقية وقف العدائيات، أعقب ذلك ذهاب قائد الجيش إلى الهيئة الحكومية (ايغاد) وطلبه وساطتها ثم نكوصه عن ذلك بضغط من الكيزان الذي يفرضون إرادتهم عليه، وكيف تم التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاقية المنامة وكيف تم التنصل عن كل ذلك.
وأشار بيان الدعم السريع إلى كيف أثرت الحركة الإسلامية على نكوص قائد الجيش من الذهاب إلى جنيف بعد أن وضعت أمامه العراقيل والفخاخ، وأكد أن أي مفاوضات مقبلة ستكون بينها وبين قيادة الجيش فقط، وأنها لا بد أن تكون – أي المفاوضات- مرتبطة بعده أمور، على رأسها عملية إنسانية تُخفف معاناة المدنيين، وعملية سياسية تقودها القوى المدنية الديمقراطية تفكك نظام الإسلاميين وتعالج الأسباب الجذرية لحروب السودان وتؤدي في خاتمة المطاف إلى بناء سودان جديد قائم على الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة بدون تمييز.
ياله من بيان محترم صادر عن عقول نيرة وضمائر يقظه وحية، فالمنتصر ينظر إلى الأمور بدون توتر وقلق، ويقيمها بالعقل لا بالعاطفة، لذلك فالفرق كبير بين بياني الجيش الكيزاني وقوات الدعم السريع التي بإمكانها رفض مبدأ المفاوضات نهائياً، والزحف إلى بورتسودان، وأجزم حينها أنها سوف تصلها بسهولة ويسر وستتساقط المدن والبلدات وتذوب أمامها كأنها مبنية من ملح، لكنها تريد تسوية شاملة لأزمة السودان لذلك تتمسك بالمفاوضات الأمر الذي أكسبها احترام المجتمعين الإقليمي والدولي واحترام الشعب السوداني رغم محاولات الكيزان المستميتة لتشويه سمعتها، لكن هيهات.