الدبلوماسي فرانسيس دينق: جذور أزمة السودان تكمن في إنكار التنوع والحل في سودان شامل وجديد

الدوحة – بلو نيوز الاخبارية
في مقابلة تلفزيونية لافتة بثتها قناة الجزيرة يوم الأحد 14 أبريل 2025، قدم الدبلوماسي والمفكر الجنوب سوداني الدكتور فرانسيس دينق تحليلًا عميقًا للأزمة السودانية الحالية، مؤكدًا أن جذورها تعود إلى إنكار التنوع الثقافي والعرقي والديني منذ تأسيس الدولة، ومرورًا بتاريخ طويل من التهميش السياسي والاقتصادي.
أوضح دينق أن الصراع المحتدم بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) هو في حقيقته انعكاس لأزمة هوية وطنية لم تعالج منذ الاستقلال، وقال إن الدولة المركزية صُممت في العهد الاستعماري على نحو لا يعكس التنوع الحقيقي للمجتمع السوداني، مما أدى إلى تراكم مظالم وتفجر النزاعات.
واعتبر أن تجربة جنوب السودان والانفصال لم تكن سوى نتيجة قصوى لهذا الفشل، داعيًا إلى إحياء مفهوم “السودان الجديد” الذي طرحه الراحل جون قرنق ولكن بصيغة تتناسب مع الواقع بعد الانفصال.
وأشار دينق إلى أن التدخلات الإقليمية والدولية تسهم في تعقيد الأزمة، حيث تدعم بعض القوى أطرافًا بعينها في الصراع لتحقيق مصالحها، مما يطيل أمد الحرب ويزيد من الكلفة الإنسانية للنزاع.
كما تطرق إلى العلاقة المتوترة بين السودان وجنوب السودان، مؤكدًا أن التبادل المستمر للدعم بين المتمردين في كلا البلدين يفاقم الوضع، ويعرقل فرص السلام في الإقليم بأسره.
واقترح دينق عدة مداخل لحل الأزمة السودانية، أبرزها:
- الاعتراف الرسمي بالتنوع كقوة بنّاءة لا تهديد لوحدة الدولة.
- تبني سياسات عادلة في توزيع الموارد وإشراك جميع المكونات الجغرافية والعرقية في الحكم وصنع القرار.
- تحويل العلاقة مع جنوب السودان من الخصومة إلى الشراكة، من خلال اتفاقيات سياسية واقتصادية تخدم مصلحة الطرفين.
- إشراك المجتمع الدولي في دعم الحلول دون فرض أجندات، وباحترام السيادة الوطنية.
وختم دينق حديثه بدعوة صريحة لإعادة النظر في تصور الدولة السودانية، وبنائها على أسس جديدة تعكس تعددها وتنوعها، بما يحقق العدالة والاستقرار طويل الأمد، مؤكدًا أن “السيادة الحقيقية تبدأ من حماية المواطنين وتحقيق كرامتهم”، وأن “التنوع إذا أُحسن إدارته، يمكن أن يكون مصدر قوة هائل للسودان”.