أسامة سعيد: ولن نسمح أن تختطف البلاد مرة أخرى من قبل تجار الدم والدين

34
اسامة سعيد

الأستاذ أسامة سعيد

الخرطوم – بلو نيوز الإخبارية

أطلق القيادي البارز والمتحدث باسم الجبهة الثورية السودانية، أسامة سعيد، تصريحات قوية حذر فيها من خطورة تنظيم الإخوان المسلمين على أمن واستقرار السودان، مشددًا على أن حماية المدنيين ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحق الشعب يجب أن تكون أولوية وطنية لا تقبل المساومة.

وفي مقابلة بثتها قناة الحدث، أكد سعيد أن البلاد تمر بمنعطف خطير مع دخول الحرب عامها الثالث، في ظل تصاعد الانتهاكات والمعاناة الإنسانية، وغياب حكومة شرعية تمثل تطلعات الشعب. وقال: “نحن أمام واقع مأساوي يستدعي استجابة عاجلة وموقفًا وطنيًا موحدًا لمواجهة التحديات وإيقاف نزيف الدم السوداني”.

ووصف سعيد الوثيقة التأسيسية التي وقعت مؤخرًا بين عدد من الأطراف السودانية بأنها تمثل “نقطة تحول حاسمة” نحو التسوية السياسية الشاملة، مشيرًا إلى استجابة إيجابية من قبل قوات الدعم السريع وغيرها من القوى الفاعلة، بما يعكس رغبة متزايدة في إنهاء الحرب وتجاوز الانقسام.

لكنه شدد في الوقت نفسه على أن “السلام الحقيقي لا يعني العفو عن الجرائم”، مؤكدًا أن “الوثيقة لا تمنح أي طرف ارتكب انتهاكات براءة سياسية أو قانونية، بل تفتح الباب للمحاسبة وتحقيق العدالة الانتقالية”.

وفي تصعيد لافت، دعا سعيد إلى تشكيل لجنة دولية مستقلة لتقصي الحقائق بشأن الجرائم والانتهاكات التي طالت المدنيين في مختلف مناطق النزاع، مطالبًا بإجراءات قانونية عادلة تضمن محاسبة كل من تورط في قتل أو تشريد الأبرياء، دون تمييز أو انتقائية.

وأضاف أن هناك محاولات واضحة لتحويل الصراع إلى صراع طائفي، محذرًا من تنامي نفوذ الجماعات الإرهابية والمتطرفة التي تسعى لإعادة السودان إلى الوراء، عبر مشاريع تدميرية تهدد النسيج الاجتماعي وأمن الإقليم بأسره.

وعن الوضع السياسي، أشار سعيد إلى أن انقلاب 25 أكتوبر 2021 أفرز فراغًا سياسيًا وأمنيًا خطيرًا، وأدى إلى فقدان الثقة في القيادات العسكرية وعلى رأسها عبد الفتاح البرهان، الذي وصفه بأنه يسعى لترسيخ سلطته عبر القمع وتجاهل صوت الشارع.

 

وقال: “منذ الانقلاب، أصبح السودان بلا حكومة شرعية، والمواطنون يعانون من ويلات الانفلات السياسي والانهيار الاقتصادي. لا أحد يثق في البرهان، وهو يحاول عبثًا تحويل الصراع إلى معركة شخصية لإثبات شرعيته”.

وفي أخطر تصريحاته، اعتبر سعيد أن تنظيم الإخوان المسلمين يمثل تهديدًا مباشرًا لاستقرار السودان، موضحًا أن هذا التنظيم يسعى لاستغلال الحرب لإعادة إنتاج سلطته القديمة، ضاربًا عرض الحائط بتضحيات الشعب وثورته المجيدة.

وأضاف: “الشعب السوداني قال كلمته في ديسمبر، ورفض حكم الإخوان المسلمين بكل وضوح، ولن نسمح بعودة السودان إلى قبضة الاستبداد الديني والسياسي، وسنقف بحزم ضد أي محاولة لإعادة تدوير مشروع الخراب القديم”.

وختم سعيد حديثه بالدعوة إلى توحيد الصف الوطني، مؤكدًا أن السودان لا يحتمل مزيدًا من التشظي، وأن القوى الوطنية يجب أن تتكاتف لمجابهة الأخطار المحدقة وتحقيق تطلعات الشعب في الحرية والعدالة والسلام، مضيفا ان “الجبهة الثورية لن تصمت، وسنواصل النضال من أجل تحقيق التنمية المستدامة وحماية كرامة المواطن السوداني، ولن نسمح أن تختطف البلاد مرة أخرى من قبل تجار الدم والدين”.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *