محمد عبدالله: حرب 15 ابريل تعيد سردية حرب 2011 بذات الذرائع .. وللمفارقات “مالك عقار” حليف الإسلاميين اليوم كان احد المستهدفين!

22
مالك عقار اير

مالك عقار - نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي السوداني

متابعات – بلو نيوز الاخبارية

في تحليل موسع حول الصراع المستمر في السودان، تناول الناشط الحقوقي والقيادي السابق في الحركة الشعبية جناح عقار،  محمد عبدالله، مفارقات الحرب التي اندلعت في 15 أبريل 2023، مشيراً إلى اوجه التشابه المذهلة بين الحرب الحالية وحروب سابقة، خاصة تلك التي أُشعلت في 2011.

وقال عبدالله؛ أنه من اللافت أن نائب القائد العام الحالي للجيش السوداني مالك عقار، الذي كان من بين المستهدفين في حرب 2011 ضد الحركة الشعبية في جبال النوبة والنيل الأزرق، يقاتل اليوم في خندق واحد مع الإسلاميين الذين كانوا خصوماً له في تلك الفترة، وهو ما يطرح تساؤلات عميقة حول التحولات الغريبة في تحالفات القوى السياسية والعسكرية في السودان، موضحاً ان مالك عقار، الذي كان يمثل أحد أبرز قادة المعارضة المسلحة (الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السوان)، تورط في حرب جديدة تحارب فيها نفس الأيديولوجيات والممارسات التي كان عقار يسعى لإسقاطه.

وأشار عبدالله إلى أن الحرب في 2011 كانت قد أُشعلت تحت ذريعة “محاربة المتمردين” من الحركة الشعبية والجيش الشعبي في جبال النوبة والنيل الازرق، وفي نفس السياق يتم الآن استخدام الذريعة نفسها لتبرير الحرب المستمرة ضد تمرد الدعم السريع منذ أبريل 2023، مضيفا؛ ان هذا التشابه العجيب بين الذرائع التي تم استخدامها في الحروب السابقة والحرب الحالية يكشف عن تكرار مأساوي لمشاهد الصراع الأهلي في السودان الذي لا يبدو أنه سينتهي قريباً.

وأوضح عبدالله أن تكرار الحروب السودانية ليس مجرد فشل في تحقيق السلام والاستقرار في السودان، بل هو جزء من استراتيجية واسعة يسعى من خلالها الإسلاميون لتوظيف الخطاب الديني الموجه لتحقيق أهدافهم السياسية والإيديولوجية والاحتفاظ بالحكم حتى اذا كان ذلك على حساب تفكيك الدولة السودانية كما حدث في انفصال جنوب السودان، واكد محمد عبدالله ان حرب 15 ابريل المستمرة اليوم، ليست مجرد صراع مسلح، بل هي انتقام الإسلاميين من ثورة الشعب السواني التي اسقطت نظامهم الإرهابي في 2019، ومحاولة لإعادة هندسة الوعي الجمعي السوداني بما يمكنهم من العودة للسلطة مجددا، حيث يتم استخدام الدين كأداة تحريضية لتبرير الحرب والعنف مع تجاهل كامل لآلام ومعاناة الشعب السوداني.

ولفت محمد عبدالله إلى أن الحرب الحالية تمثل تجسيدًا لإرث طويل من العنف والتقسيم الذي زرعته الحركة الإسلامية، والتي استغلت العواطف الدينية والمجتمعات السودانية، مضيفا؛ ان الإسلاميون من اجل توسيع نفوذهم وتمكين حكمهم، عمقوا من الانقسامات الداخلية التي تسهم في تدمير النسيج الاجتماعي بين المجتمعات السودانية عبر سياسة الأرض المحروقة وفرق تسد، وأشار عبدالله إلى أن هذه الحرب لم تكن لتستمر بهذا الشكل لو لم يكن هناك دعم مستمر من فصائل إسلامية تسعى لإعادة توجيه السودان إلى واقع يدمج بين المصالح السياسية والممارسات الدموية التي قوبلت بالرفض الشعبي في ثورة ديسمبر، وان الحرب المستمرة في السودان ليست مجرد صراع عسكري، بل هي جزء من مشروع طويل الأمد يسعى لفرض الهيمنة على البلاد تحت راية الدين، ويشكل تهديدًا مباشراً للسودان والمنطقة والعالم، ولا سيما الأجيال القادمة التي تأمل في رؤية سودان يسوده الحرية والسلام والعدالة.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *