الفاضل محمود: ديناميكيات التهديد السوداني .. تفكيك خلية قوش في الإمارات وتداعيات الهيمنة الأمنية الإقليمية

17
الفاضل محمود

الفاضل محمود: ديناميكيات التهديد السوداني .. تفكيك خلية قوش في الإمارات وتداعيات الهيمنة الأمنية الإقليمية

تحليل الاستاذ الفاضل محمود أبوبكر

المدير العام للمركز الدولي للتنمية والدراسات الاستراتيجية والسياسية

 

تمهيد :

في عملية نوعية فائقة الدقة، نفذتها الأجهزة الأمنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، جرى تفكيك خلية سودانية كانت تعمل على تهريب أسلحة متقدمة إلى داخل السودان، عبر شبكة تهريب إقليمية تتبع مباشرة لصلاح قوش، الرئيس الأسبق لجهاز الأمن والمخابرات السوداني، وأحد أبرز مهندسي الدولة العميقة السودانية. المعلومات الاستخباراتية التي قادت للعملية تمثلت في تتبع مالي عالي الحساسية، وتحليل تحركات لوجستية عبر شبكة من الرصد الخفي داخل الدولة وخارجها.

 

القراءة الاستخباراتية:

 

الخلية لم تكن مجرد عصابة تهريب تقليدية، بل وحدة عملياتية تعمل ضمن هيكل “القيادة المتصلة اللامركزية” الذي يعتمده قوش في إدارة أنشطته منذ خروجه من السودان بعد سقوط البشير. الشبكة استخدمت غطاءً تجارياً لتمرير معدات ذات طابع عسكري، في خرق مباشر للقانون الدولي ولقواعد الأمن الإقليمي في الخليج والقرن الإفريقي.

 

الضربة الإماراتية: احترافية أمنية واستباق استراتيجي

 

العملية تمّت بتكتيك أمني مركّب يعكس تحوّل الإمارات إلى قوة استخباراتية متقدمة في الإقليم. أدوات التفكيك تضمنت تعقب الأموال السوداء، استخدام تقنيات تحليل الاتصالات، والرصد عبر شركاء تقنيين. العملية لم تكن محصورة في إطار محلي، بل تمت تحت مظلة تنسيق أمني إقليمي أتاح تتبع الخلية وتحييدها قبل تنفيذ خطتها.

تزايد تهديد داعش والقاعدة في السودان: تحوّل الخرطوم إلى ساحة مفتوحة

تنامي نشاط الجماعات الجهادية مثل “داعشفي داخل السودان، خصوصاً دارفور وكردفان والخرطوم، يعكس انهيار البنية الأمنية ويحوّل السودان إلى بؤرة جاذبة للمتشددين والمطلوبين دولياً. المخابرات العالمية باتت تنظر للسودان كمنطقة رخوة يمكن استغلالها لتهريب الأسلحة، غسيل الأموال، وتجنيد عناصر من جنسيات مختلفة.

قوش: المنصة السوداء للعمليات العابرة للحدود

صلاح قوش لا يمثّل شخصية أمنية سابقة فحسب، بل يمثل نظامًا استخباراتيًا موازياً يُدار من خارج الدولة السودانية. يرتبط اسمه بملفات غاية في الخطورة، من بينها:

إعادة تدوير واجهات تجارية لتمويل أنشطة محظورة.

تهريب معدات عسكرية بتقنيات متقدمة.

تشغيل خلايا نائمة على محور مصر – ليبيا – السودان.

استخدام السودان كمنطقة عبور لعمليات مرتبطة بأجندات استخباراتية إقليمية.

مصير الخلية: أداة ضغط أم مفتاح تفاوض؟

أفراد الخلية يخضعون حاليًا لتحقيقات أمنية دقيقة في الإمارات. المعلومات الأولية تشير إلى أن اعترافاتهم قد تشكّل أرضية قانونية لتدويل الملف، وربما تفعيل مسار تسليم صلاح قوش وآخرين إلى المحكمة الجنائية الدولية. السؤال المطروح ليس فقط عن مصير الخلية، بل كيف يمكن استخدامها كورقة تفاوض في صراعات النفوذ داخل السودان وخارجه.

دور مصر: بين الحماية التكتيكية والمأزق الدبلوماسي

القاهرة، التي حافظت لسنوات على قناة اتصال خاصة مع قوش، قد تجد نفسها في موقف محرج ، لا سيما إن تحرّكت الإمارات سياسيًا لطرح ملف قوش في مجلس الأمن أو أمام المحكمة الجنائية. الصمت المصري قد يُقرأ كحماية لشبكة تهديد إقليمي، وهو ما سيُحرج القاهرة أمام حلفائها الغربيين.

العلاقات السودانية – الإماراتية: اختبار الإرادة الاستراتيجية

العملية الأخيرة تشكّل مفصلًا حساسًا في العلاقة بين الإمارات والخرطوم. استمرار السودان في حماية قوش ورفض التعاون القضائي، قد يقود إلى إعادة تقييم العلاقة على كافة المستويات، وربما فرض عزلة دبلوماسية ضمنية على الخرطوم. بالمقابل، فتح السودان قناة تعاون جدي مع الإمارات قد يُفضي إلى دعم اقتصادي وسياسي كبير في ظل عزلته الإقليمية المتنامية.

ختاما

هندسة جديدة لأمن الإقليم تبدأ من تفكيك الخلايا السوداء

الإمارات لا تخوض حربًا ضد أشخاص، بل ضد بنية تهديد عابر للحدود. ما جرى لم يكن عملية محلية، بل تعبير عن عقل استخباراتي جديد بات يفرض معادلات الأمن في منطقة البحر الأحمر وشرق إفريقيا. تفكيك خلية قوش ليس سوى بداية؛ والسؤال الحقيقي هو: من التالي؟

بعد هذه المجموعة التي اعلنتها الإمارات عن تورطها المباشر في شراء السلاح والمسيرات للجيش السوداني لقتل الشعب

  1. 1. عبدالفتاح البرهان عبدالرحمن

قائد الجيش

2- ياسر عبدالرحمن حسن العطا

نائب قائد الجيش

  1. 3. صلاح قوش – المدير السابق لجهاز المخابرات السوداني

4-محمد ميرغني إدريس (نجل الفريق ميرغني ادريس )

  1. 5. عثمان الزبير – مسؤول العمليات المالية بالقوات المسلحة السودانية
  2. 6. دكتور طه حسين ) مدير عام شركة زادنا )
  3. 7. أحمد عبدالله (احد مدراء منظومة الصناعات الدفاعية )
  4. 8. ⁠صدي أحمد طه مدير شركة أي دي جي التابعة لمنظومة الصناعات الدفاعية
  5. 9. ⁠مجاهد عبدالله سهل ( مدير شركة إيلاف للبترول )
  6. 10. عمرعثمان النمير رجل أعمال ورئيس نادي المريخ
  7. 11. ⁠هشام حسن السوباط رجل أعمال ورئيس نادي الهلال
  8. 12. ⁠بشارة سليمان (مستشار وزير المالية )
  9. ⁠الشاذلي عبدالقادر (المدير المالي لشركة سنكات في تركيا شركة تابعة لمنظومة الصناعات الدفاعية )

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *