الدكتور علاء نقد: البندقية التي مجدها البرهان وصلت بورتسودان .. فهل يصمد أمامها؟

د. علاء الدين نقد/ القيادي بتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية "تقدم"
الخرطوم – بلو نيوز الاخبارية
في تصريح لافت يكشف خفايا التصعيد العسكري في شرق السودان، اعتبر الدكتور علاء نقد، القيادي في تحالف تأسيس، أن امتداد نيران الحرب إلى مدينة بورتسودان ليس مفاجئاً، بل نتيجة حتمية لـ”تعنت جيش الإسلاميين” في المسار التفاوضي، وسعيهم الحثيث لإجهاض أي أمل في السلام وإعادة إنتاج سلطة المؤتمر الوطني المنهارة.
وقال نقد في تصريح لـ”مسارات نيوز” (قبل أيام، سخر البرهان من ثورة ديسمبر وتغنى بالبندقية، وها هي البندقية تصل إلى بورتسودان. فهل يستطيع الآن أن يواجه عواقب هذا التصعيد؟)
ووصف نقد الحرب المستعرة منذ أبريل 2023 بأنها ليست سوى “حرب كرامة لقادة المؤتمر الوطني”، الذين فقدوا السلطة تحت ضغط الشارع، ويحاولون الآن – عبر الجيش ومن تحالف معهم – إعادتها من خلال الدم والدمار.
وأشار نقد إلى أن بورتسودان، التي تحولت إلى “عاصمة للجيش وسلطة الأمر الواقع”، أصبحت هدفاً مشروعاً في نظر الخصوم، خصوصاً مع استخدام الجيش لكل موارد الدولة في إطالة أمد الحرب وتخزين السلاح والذخائر. وأضاف: كما استهدف الجيش مصفاة الجيلي وكبري شمبات عندما خرجتا عن سيطرته، وكما قصف المدنيين في دارفور وكردفان والخرطوم، فإنه من الطبيعي أن تتعرض مواقعه في بورتسودان لهجمات دقيقة لا تُسجَّل فيها حتى الآن إصابات مدنية، وتُوصف بأنها عمليات جراحية لاستئصال أورام الإسلاميين السرطانية.”
وحذر نقد من أن الحرب الحالية تمثل “أكبر كارثة إنسانية” في تاريخ السودان الحديث، مؤكداً أن قوى الثورة وتنظيم “تحالف تأسيس” ظلوا منذ البداية ينادون بوقفها، في وقتٍ يواصل فيه الجيش المراوغة والتصعيد، رافضاً كل فرص التهدئة والحوار.
وقال؛ الجيش يشعل الحرب ليخير السودانيين بين الخراب وعودة الطغمة الفاسدة، بينما الطرف الآخر – قوات الدعم السريع – يُظهر تجاوباً أكبر في ملف المساعدات الإنسانية، يرحب بالتفاوض لإدخالها، ويتعامل مع المدنيين والمنظمات الدولية بمرونة، في مقابل تعنت الجيش، الذي يمنع دخول المساعدات ويهاجم حتى الدول التي تقدمها.”
وأشار إلى أن ما وصفه بـ”انكشاف الرواية الرسمية” بلغ ذروته عقب رفض محكمة العدل الدولية لدعوى الجيش ضد الإمارات، ما دفع “مجلس أمن البرهان” إلى تصنيفها كدولة معادية، في خطوة تعكس عمق الأزمة التي يعيشها معسكر السلطة، واكد أن “المعركة الحقيقية ليست بين الجيش والدعم السريع، بل بين السودان القديم وسودان جديد ينشده الشعب ويتأسس على قيم الثورة والحرية والسلام والعدالة.