امريكا: إغلاق سفارة غانا في واشنطن بعد كشف شبكة فساد خطيرة
بلو نيوز الإخبارية – وكالات
في خطوة مفاجئة وغير مسبوقة، أعلنت وزارة الخارجية الغانية عن إغلاق سفارتها في العاصمة الأميركية واشنطن “حتى إشعار آخر”، بعد كشف تحقيق داخلي عن تورط موظفين في أعمال فساد ممنهجة امتدت لأكثر من خمس سنوات.
وأكد وزير الخارجية الغاني صامويل أوكودزيتو أبلكا أن التحقيقات كشفت وجود شبكة فساد داخل السفارة، كان على رأسها مسؤول تكنولوجيا المعلومات فريد كوارتيغ، الذي قام بتحويل الأموال المحصلة من خدمات التأشيرات وجوازات السفر إلى حسابه الشخصي، في تجاوز صارخ للقوانين واللوائح.
وقال أبلكا في مؤتمر صحفي: “هذه الممارسات غير مقبولة ومخزية… وبتوجيه مباشر من الرئيس جون ماهاما، قررنا اتخاذ إجراءات صارمة لضمان المساءلة واستعادة الثقة في البعثات الدبلوماسية الغانية حول العالم”.
“رابط خفي وشركة وهمية” لاستغلال المراجعين
التحقيقات أظهرت أن كوارتيغ، الذي بدأ عمله في السفارة عام 2017، أنشأ رابطًا إلكترونيًا غير مصرح به على موقع السفارة، يقوم بتحويل المراجعين إلى شركة خاصة تُدعى “غانا ترافيل كونسلتنتس”، التي كانت تتقاضى رسوماً إضافية على الخدمات القنصلية دون علم الجهات الرسمية في أكرا.
وبحسب ما ورد، لم تدخل هذه الأموال إلى حسابات الدولة، بل تم تحصيلها واستغلالها لمصالح شخصية. وامتدت المخالفات لتشمل موظفين آخرين في السفارة يشتبه في تورطهم بالتغطية أو التواطؤ مع هذه الأنشطة.
تحقيقات جنائية وفصل فوري
وأكد وزير الخارجية أن الوزارة أحالت القضية إلى النيابة العامة الغانية، لفتح تحقيق جنائي شامل، واسترداد الأموال المسروقة. وتم فصل كوارتيغ فوراً من منصبه، فيما يجري النظر في إجراءات تأديبية ضد موظفين آخرين يشتبه في تورطهم بالقضية.
وأعلنت الخارجية الغانية أن الخدمات القنصلية ستتأثر بشكل مؤقت نتيجة هذه الفضيحة، وقد يتسبب ذلك في تأخير إصدار التأشيرات وجوازات السفر للمتعاملين مع السفارة في واشنطن.
أزمة ثقة في العمل الدبلوماسي
تأتي هذه الفضيحة لتُسلّط الضوء على التحديات الهيكلية في النظام الرقابي داخل البعثات الدبلوماسية الغانية، في وقت تُكثّف فيه الحكومة جهودها لاستعادة ثقة الجالية الغانية في الخارج. ويُتوقع أن تدفع هذه القضية إلى مراجعة شاملة لإجراءات الرقابة المالية والتكنولوجية داخل السفارات.
“لن يكون هناك أحد فوق المساءلة”، قالها الوزير أبلكا بحزم، مؤكدًا أن غانا “مصممة على تطهير مؤسساتها من كل مظاهر الفساد مهما بلغت مستوياتها”.
About The Author
