لجنة “الكيماوي”: البرهان يفتح ملف الأسلحة المحرمة وسط شكوك حول نواياه وتوقيت القرار

34
1014219.jpeg

بلو نيوز الإخبارية – بورتسودان

أعلن قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عن تشكيل لجنة تحقيق حول مزاعم استخدام أسلحة كيميائية في الصراع العسكري الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط انتقادات حادة من نشطاء ومراقبين اعتبروا أن هذه الخطوة محاولة لـ”التنصل من المسؤولية” وإلقاء اللوم على حلفاء غير منضبطين داخل التحالف العسكري للجيش نفسه.

ورأى ناشطون أن قرار البرهان بتشكيل اللجنة لا يعبر عن حرص على الحقيقة، بل يعكس حجم الأزمة الداخلية التي يعيشها الجيش، خاصة بعد تصاعد الاتهامات الدولية باستخدام أسلحة محرمة دوليا، مشيرين إلى أن “تكوين اللجنة دليل على فقدان القيادة العسكرية للجيش، السيطرة الإدارية والتسليحية على الكتائب الإسلامية التي تقاتل إلى جانبه”.

وأكدت مصادر مطلعة أن الكتائب الإسلامية، التي دخلت الحرب منذ اندلاع المعارك، فرضت على البرهان شروطًا مسبقة للمشاركة، كان أبرزها الاستقلال التام عن قيادة الجيش في كل ما يتعلق بالتدريب والتسليح والتكتيك الميداني، وأفادت أن قائد الجيش وافق على هذه الشروط بالكامل، ما يجعل أي محاولة لاحقة للتبرؤ من أفعالها، بمنزلة تهرب مكشوف من المسؤولية.

من جانبه، صرح مصدر عسكري في بورتسودان أن “البرهان يسعى من خلال هذه اللجنة إلى نفض يديه من جريمة يعلم تفاصيلها، بل ووجه باستخدام السلاح الكيميائي بنفسه أو على علم مباشر به”، مضيفا أن تحميل الكتائب الإسلامية، وتحديدًا كتائب البراء بن مالك، مسؤولية هذه الانتهاكات هو جزء من محاولة تحميل جهات أخرى التبعات القانونية والأخلاقية.

وأوضح أن الجيش، من حيث البنية القيادية، “ليس بعيدًا عن التهمة”، خاصة أن “البرهان لا يمكنه التنصل من اتفاقه الكامل مع تلك الكتائب، ولا يمكن تمرير استخدام أي سلاح محظور دون علم القائد العام”.

ويرى مراقبون أن تشكيل اللجنة قد يكون أيضاً مقدمة لتفكيك التحالف التكتيكي مع الكتائب الإسلامية، التي أصبحت عبئًا على القيادة العسكرية للجيش، خصوصا في ظل تصاعد الخلافات داخل قيادة الجيش، وعلى رأسها التوتر بين البرهان ونائبه الفريق أول شمس الدين كباشي، الذي يقال إنه يعارض بشدة منح تلك الكتائب حرية العمل المطلق في ساحات المعارك.

المشهد يزداد تعقيدًا، واللجنة المرتقبة قد تكون مجرد “مسرحية سياسية” لتقديم كبش فداء، لا أكثر، وسط ترقب شعبي ودولي لمعرفة من يقف خلف استخدام الأسلحة المحرمة في هذا النزاع الدموي.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *