عودة “قوش” إلى بورتسودان تشعل الأسئلة: تجمع الفلول .. واستعداد لمعركة سياسية جديدة؟

بلو نيوز – بورتسودان
في تطور خطير يعكس تصاعد نشاط قوى النظام البائد، عاد مدير جهاز الأمن الأسبق صلاح قوش إلى مدينة بورتسودان، في توقيت بالغ الحساسية، سبق إعلان تشكيل الحكومة الجديدة بقرار من الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
مصادر موثوقة كشفت أن عودة قوش تزامنت مع تحركات غير مسبوقة لقيادات من حزب المؤتمر الوطني المحلول، قدموا من عواصم مختلفة مثل القاهرة، مسقط، نيروبي، وأنقرة، إضافة إلى عناصر من “المؤتمر الشعبي” المنحازة للانقلاب العسكري وداعمة لاستمرار الحرب.
ورغم أن بعض الجهات سعت للتشكيك في خبر وصول قوش، بزعم أنها “زيارة اجتماعية” نظراً لأصوله في المدينة، إلا أن حجم التفاعل الشعبي على منصات التواصل، وعلى رأسها “واتساب”، يكشف أن السودانيين يدركون أن هذه العودة ليست عبثية، بل جزء من حراك منظم داخل دوائر السلطة الظل.
وتأتي هذه العودة وسط تقارير عن إدراج قوش في ملفات تهريب أسلحة تخص دولة الإمارات، ما يطرح تساؤلات حول دوافع البرهان لإعادته إلى المشهد، وما إذا كانت بورتسودان تتحول إلى نقطة تجمع إستراتيجية لإعادة إنتاج النظام البائد، بوجوهه الأمنية والعقائدية القديمة.
ويشير مراقبون إلى أن تحالف قوش مع تيار الإسلاميين المتشددين داخل الوطني والشعبي، يعكس توجهاً صريحاً نحو تعقيد الأزمة الوطنية، عبر إجهاض أي مسار سلمي، ومواصلة الرهان على الحرب كوسيلة للبقاء.
ويضيف أحد المحللين “ما يُحاك الآن في بورتسودان من تجمعات لرموز الماضي لا يبشر بخير، بل يعيد إنتاج الخراب نفسه تحت راية جديدة، وبأدوات قديمة مجرّبة”.
وبينما ينشغل السودانيون بمآسي النزوح والجوع وانهيار الدولة، تتحرك قيادات النظام السابق – في العلن والخفاء – لترتيب صفوفها، في مشهد يؤكد أن معركة الثورة السودانية لم تنتهِ بعد، وأن فلول الاستبداد لا تزال تتربص بالوطن من جديد.
السؤال الذي يفرض نفسه الآن: من القادم؟ وماذا يخطط في الظلام لبورتسودان عاصمة الهروب الكبير؟