بورتسودان: إمبراطورية فساد تبنى على أنقاض الحرب .. رجال أعمال “الفلول” في حضن الجنرالات

25
ااا

بلو نيوز – بورتسودان

تشهد بورتسودان صعوداً لافتاً لإمبراطورية فساد جديدة يقودها رجال أعمال الإسلاميين المرتبطين بالنظام البائد، والذين توافدوا بسرعة إلى العاصمة المؤقتة، بمجرد انطلاق الحرب واتضاح موقع القيادة العامة للجيش فيها.

هؤلاء “القطط السمان” الذين ازدهرت ثرواتهم في عهد البشير، عادوا اليوم ليجددوا تحالفهم مع كبار الضباط في الجيش، وعلى رأسهم الفريق أول عبد الفتاح البرهان، نائبه الفريق شمس الدين كباشي، والفريق إبراهيم جابر المشرف على الملف الاقتصادي، بل وحتى مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة، في شبكة معقدة من المصالح والصفقات المريبة.

ولم يخفِ بعض زوار بورتسودان ما بات واضحاً للعيان، إذ قال أحدهم: “الفساد في بورتسودان لا يحتاج إلى تحقيقات، إنه واقع يومي و رجال الأعمال الإسلاميين يعملون على استثمار الحرب وتحقيق أكبر مكاسب ممكنة”.

تتقاطع مصالح هؤلاء “المستثمرين في الخراب” مع ضباط نافذين ومسؤولين مدنيين، وسط صمت مريب وتسهيلات حكومية فاضحة، إذ لم يسلم حتى وزير المالية جبريل إبراهيم من محاولات الاستقطاب، نظراً لدوره الحساس في توزيع الموارد.

والأدهى أن الاعتراف بالفساد لم يعد أمراً سرياً، فقد صرح البرهان في خطاب جماهيري قائلاً: “الواحد يعينوه يعين أهله في المناصب”.

فيما كشف مالك عقار عن ثراء مريب وسط موظفي الدولة قائلاً: “مدير مكتب اشترى شقتين في القاهرة وواحدة في تركيا”!

أما في شوارع بورتسودان، فالمشهد فاضح: عربات برادو ولاندكروزر تتزاحم أمام الفنادق والمطاعم الفاخرة، معظمها مملوكة لرجال أعمال إسلاميين عادوا إلى الواجهة. أبرزهم مستوردو المواد البترولية والغذائية، ومصدرو الذهب، الذين حولوا الحرب إلى فرصة ذهبية لنهب ما تبقى من الدولة.

وسط هذا المشهد، تتراجع الدولة ويتقدم المال الحرام، فيما يدفع الشعب السوداني الثمن من دمه وجوعه ونزوحه، وبينما تبنى شبكات الفساد على جماجم الأبرياء، يبقى السؤال: هل تحولت بورتسودان إلى مركز قوى مضادة للثورة .. أم مجرد كازينو ضخم لتجار الموت؟

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *