تقرير إقليمي يكشف: الحركة الإسلامية تقف خلف عرقلة جهود السلام في السودان

وكالات – بلو نيوز
في تقرير جديد نشرته صحيفة «إيست أفريكان» الإقليمية، كشف عن أن الحركة الإسلامية في السودان تلعب دورًا مركزيًا في تعطيل جهود السلام المحلية والإقليمية والدولية، مستغلة الحرب المستعرة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لإعادة صياغة صورتها كقوة وطنية تدافع عن وحدة السودان، لكنها في الوقت نفسه تشكل حجر عثرة أمام أي مساعي لحل الصراع.
التقرير أشار إلى أن الجنرال عبد الفتاح البرهان والقيادة العسكرية السودانية يتهمون جهات عدة بإطالة أمد الحرب، غير أن الحركة الإسلامية داخل الطغمة العسكرية نفسها هي التي تقف حائلاً دون إجراء حوار جاد وفعّال لإنهاء الأزمة.
وقال التقرير إن الإسلاميين، الذين سيطروا على مؤسسات الدولة لسنوات طويلة، يستخدمون الحرب الحالية كأداة لتعزيز نفوذهم والعودة إلى السلطة، مستغلين حالة الانهيار المؤسسي والفراغ السياسي عقب انقلاب 25 أكتوبر 2021.
ووفقًا للباحث جهاد مشامون من جامعة إكستر البريطانية، فإن قيادة القوات المسلحة السودانية تضم قيادات إسلامية تنتمي أو ولاؤها مرتبط بنظام عمر البشير، ما يفسر عدم رغبتهم في الانخراط في حلول سلمية. وأضاف أن الفصائل الإسلامية تشن حملات تحريض وتشويه ضد دعاة السلام، متهمة إياهم بالخيانة والتواطؤ، واستهدفت كذلك منظمات المجتمع المدني والصحفيين.
وقال مشامون: “رأى الإسلاميون في الصراع فرصة لضرب ثلاثة أهداف: تدمير قوات الدعم السريع، تشويه صورة الثورة والديمقراطية، والعودة للسلطة عبر المؤسسة العسكرية.”
وأشار التقرير إلى أن الإسلاميين حرصوا على منع القوات المسلحة من الانخراط في أي حوار إقليمي، وعرقلوا تواصلها مع الحركات المدنية، مما أجهض محاولات عدة قوى دولية كالمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة لإيجاد مخرج سياسي.
التحليل السياسي السوداني ماهر أبو جوخ أضاف أن استمرار الإسلاميين في تأجيج الحرب يرتبط برغبتهم في حماية أنفسهم من المساءلة الدولية عن جرائم الماضي، قائلاً: “حتى لو حل حزب المؤتمر الوطني، لا يعني ذلك انتهاء النفوذ، خاصة وأن نفس الأشخاص يحاولون حماية أنفسهم من المحكمة الجنائية الدولية عبر استمرار الصراع.”
ويشير التقرير إلى أن المليشيات الإسلامية التي تقاتل إلى جانب الجيش ليست سوى امتداد لجماعات كان قد تم تجنيدها قسرًا في قوات الدفاع الشعبي في تسعينيات القرن الماضي، ما يعزز سيطرة الإسلاميين الأيديولوجية على مفاصل الدولة.
في ظل هذه المعطيات، تبدو الطريق نحو السلام في السودان محفوفة بالعقبات، حيث يُظهر التقرير أن العائق الأساسي ليس خارجيًا، بل داخليًا، يتمثل في رفض الحركة الإسلامية التنازل عن السلطة والخروج من المشهد السياسي عبر الحوار.
هل سيشهد السودان انفراجة سياسية أم ستظل القوى التي تقاوم السلام تتحكم بمصير البلاد؟ الأيام القادمة تحمل الإجابة.