صراع الجنرالات: (كباشي) يتصدى لتمدد الإسلاميين وتسليحهم العشوائي .. ويتعرض لهجوم عنصري من قادة “التيار الإسلامي”

بورتسودان – بلو نيوز الاخبارية
تتصاعد التوترات داخل القيادة العليا للجيش السوداني وسط انقسامات عميقة حول دور الإسلاميين المرتبطين بنظام المؤتمر الوطني المحلول في الحرب الدائرة ضد قوات الدعم السريع، مما يهدد بانفجار داخلي في بنية التحالف العسكري الحاكم.
وكشفت مصادر مطلعة لـ”بلو نيوز” أن الخلاف بلغ ذروته بين الفريق أول شمس الدين كباشي، نائب القائد العام للقوات المسلحة، والفريق أول إبراهيم مفضل، مدير جهاز المخابرات العامة، حول النفوذ المتنامي لقيادات وكتائب الإسلاميين داخل المؤسسة العسكرية، بعد اتساع دورهم الميداني وتسليحهم خارج الأطر النظامية.
وتزايدت حدة التوتر بعد إصدار تيارات إسلامية بياناً أعلنت فيه دعمها الصريح لإيران في حربها مع إسرائيل، معتبرة أن الحرب الإيرانية الإسرائيلية “معركة ضد الكيان الصهيوني”، وهو موقف أثار امتعاضاً داخل دوائر سيادية رأت في البيان انحرافاً عن مواقف الدولة الرسمية وتهديداً لعلاقات السودان الخارجية.
الفريق أول كباشي، المعروف بموقفه الرافض لتغلغل الإسلاميين في مفاصل الجيش وتسليحهم غير المنضبط، عبر عن استيائه من محاولات قادة المؤتمر الوطني السابق تحويل الجيش إلى واجهة أيديولوجية لحرب يراد لها أن تكون وطنية، محذراً من أن “الجيش يجب أن يبقى جيشاً قومياً لا ذراعاً لجماعات متطرفة أو مشاريع حزبية”.
في المقابل، قاد الفريق أول ياسر العطا، عضو مجلس السيادة ونائب القائد العام للجيش حملة انتقادات واسعة ضد الكباشي خلال اجتماع مغلق ضم عدداً من قادة الإسلاميين، وفقاً لتسريبات حصلت عليها “بلو نيوز”. قال العطا في الاجتماع إن “الذين يقاتلون الآن في الخرطوم والجزيرة وسنار هم أبناء الشمال من الإسلاميين وغيرهم”، وأضاف: “الحركات المسلحة فشلت طوال عام كامل في فك الحصار عن الفاشر، والكباشي نفسه لم ينجح في صد هجمات الجيش الشعبي بقيادة عبد العزيز الحلو، والذي يزحف الآن نحو الدلنج وكادوقلي”، وتابع العطا بسخرية: “إذا لم يعجبه، فليذهب وينضم إلى الحلو، فهو نوباوي مثله”.
تصريحات العطا اعتبرت من قبل العديد من المراقبين مفعمة بالعنصرية والتهديد، وتكشف عن حجم التصدعات العرقية والإيديولوجية داخل الجيش، كما تبرز محاولات لعزل كباشي بسبب خلفيته النوباوية ومواقفه المناهضة لتحالف الجيش مع كتائب الإسلاميين.
وتشير المعلومات إلى أن الإسلاميين، بقيادة شخصيات بارزة داخل الجيش وخارجه، باتوا يسيطرون على وحدات ميدانية مؤثرة ويسيرون معاركهم وفق أجندة سياسية خاصة، مستغلين ضعف السيطرة المركزية وغياب الرؤية الموحدة لدى القيادة العسكرية العليا.
كما حذر ضباط كبار من أن تغول الإسلاميين على الجيش وفرض أجندتهم العقائدية عبر البيانات والدعاية الحربية يمكن أن يعمق عزلة السودان دولياً، ويقوض أي فرصة للتوافق الوطني مستقبلاً.
وتبقى الحرب الدائرة في السودان بين قوات الجيش والدعم السريع، مسرحاً ليس فقط للحرب بل لصراع النفوذ بين مكونات متنافرة تتنازع على القرار داخل القيادة الواحدة، ويبدو أن الشقاق بين كبار قادة الجيش بات مسألة وقت قبل أن يظهر إلى العلن بشكل رسمي ما يفتح الباب أمام تحولات غير متوقعة في مسار الحرب ومستقبل الحكم في السودان.