خبير قانوني: منع دخول الإغاثة جريمة ضد الإنسانية ويمكن للمنظمات إدخالها دون موافقة الحكومة.

39
معتصم علي، الخبير في القانون الدولي والباحث بالجامعة الأمريكية في واشنطن.

دبنقا: بلو نيوز الإخبارية –

تقرير : عبد المنعم شيخ إدريس

بجانب الإتصالات، دخلت الإغاثة كسلاح جديد في الحرب المستعرة منذ منتصف أبريل 2024 في السودان بين الجيش والدعم السريع والمجموعات التابعة لهما.

منع الحكومة دخول الإغاثة.

فما أن أعلن قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو على حسابه بمنصة إكس في الثامن من فبراير من العام الحالي استعداده لتذليل كل العقبات أمام قوافل الإغاثة الإنسانية لمواجهة ما وصفها بالكارثة الإنسانية في السودان، حتى جاءه الرد من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان حاسما بعد يومين فقط معلنا عدم السماح بوصول الإغاثة الإنسانية إلى المناطق التي تقع تحت سيطرة الدعم السريع قبل وقف الحرب، وأضاف في تصريحاته التي أدلى بها في الدبة في العاشر من الشهر ذاته ” لن نسمح بدخول الإغاثة إلا بعد وقف الحرب ودحر هؤلاء المتمردين من بيوت المواطنين والمؤسسات الحكومية والخدمية، ومن كل المدن التي قاموا باحتلالها في نيالا والجنينة ومدني والخرطوم.”

خطر مجاعة محدق.

يحدث هذا بينما تحذر جميع المنظمات الإنسانية العاملة في السودان من خطر مجاعة محدق بسبب استمرار العنف وفشل الموسم الزراعي. بجانب ضعف الاستجابة من المجتمع الدولي لتوفير الموارد المالية اللازمة لمقابلة الاحتياجات الإنسانية في السودان.

فقد كشف مارتن غريفين مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق عمليات الطوارئ على حسابه بمنصة إكس في الثالث عشر من فبراير الجاري أن المنظمة الدولية حصلت على خمسة عشر مليونا فقط لمجابهة المجاعة التي تصل إلى مرحلة الطوارئ في السودان.

كما حذر بيتر غراف القائم بأعمال منظمة الصحة العالمية في السودان الأسبوع الماضي من خطر مجاعة في السودان تجتاح البلاد كما العاصفة، وقال خلال مؤتمر صحفي عقده عقب زيارة له للاجئين السودانيين في تشاد جنوب السودان إن الوضع كارثي والناس يعيشون ظروفا قاسية:

وأعربت المديرة التنفيذية في معهد التنمية لما وراء البحار سارة بنتليانو عن دهشتها لعدم إهتمام المجتمع الدولي بالسودان، وقالت في ندوة عقدها معهد السلام التابع للحكومة الأمريكية في الثامن من هذا الشهر إنها كانت تتوقع أن يلقى السودان إهتماما أكبر من المجتمع الدولي نظراً إلى أهميته الجيوسياسية:

لا أعرف لماذا لا يهتم العالم للسودان على الرغم من أهميته الشديدة للاستقرار في المنطقة.

كيف سيتصرف المجتمع الدولي ؟

لكن مع رفض الحكومة دخول المساعدات الإنسانية كيف سيكون الوضع وكيف يتصرف المجتمع الدولي حيال ذلك وهل يمكن إدخال المساعدات دون موافقة الحكومة؟

في لقاء مع راديو دبنقا، يصف الخبير في القانون الدولي والباحث بالجامعة الأمريكية في واشنطن معتصم علي تصريحات البرهان برفض دخول المساعدات الإنسانية إلى السودان بأنها ترقى إلى أن تكون جريمة ضد الإنسانية وانتهاك للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان باعتبار أن المدنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرة أي من الطرفين لديهم الحق في الحماية وإيصال المساعدات ما يعني أن منعهم من ذلك الحق يعتبر جريمة ضد الإنسانية مشيرا إلى أن تلك التصريحات غير :سليمة

وفيما يصف معتصم علي تصريحات بالمخالفة للأعراف الدولية يحمل في لقائه مع دبنقا تلك التصريحات مسؤولية توقف عمليات الإغاثة من تشاد إلى دارفور، ما يعرض حياة المدنيين للخطر باعتبار أن الناس يحتاجون إلى أهم المواد الأساسية:

غير أن معتصم علي لا يرى حلولاً كثيرة في الأفق سوى مواصلة المجتمع الدولي الضغط على الحكومة والدعم السريع للموافقة على إدخال الإغاثة وحث الطرفين على عدم استغلال المدنيين خلال حربهما، وأوضح أن مجلس الأمن يمكن أن يفرض عقوبات على أي طرف يعرقل وصول قوافل الإغاثة، معرباً عن الأسف لوصول قضية منع الحكومة دخول الإغاثة إلى هذه الدرجة:

ويجيب معتصم علي على سؤال لدينقا حول وجود سوابق لمسؤولين فرضت عليهم الأمم المتحدة عقوبات بسبب عرقلة وصول الإغاثة بالإيجاب، ضاربا مثلا لذلك بليبيا وسوريا وأشار إلى تصريحات إيجابية للخارجيّة السودانية في هذا الصدد على الرغم من اعترافه بأن الواقع يقول غير ذلك حيث تعرقل “حكومة الأمر الواقع” وصول المساعدات:

وحول ما إذا كان بمقدور المجتمع الدولي إدخال مواد الإغاثة دون موافقة الحكومة يجيب معتصم علي على سؤال راديو دبنقا بالقول ان ذلك ممكنا من النواحي القانونية ويمكن إدخال الإغاثة مثلا عبر تشاد أو إفريقيا الوسطى أو حتى عبر الإسقاط الجوي لكنه أشار إلى الصعوبات التي قد تواجه المجتمع الدولي إن لجأ إلى هذه الطريقة بسبب هشاشة الوضع الأمني:

وطالب معتصم علي في حديثه لراديو دبنقا طرفي الصراع بالتوقف عن استخدام الإغاثة سلاحا في الحرب مؤكدا أن ذلك يعتبر انتهاكا للقانون الدولي الإنساني ويجب أن يحاسبوا عليه، مشيرا إلى أن موقف الحكومة يأتي ردا على موقف الدعم السريع:

هذا وكانت بعض التقارير قد أفادت بموافقة الجيش والدعم السريع على اجتماع في جنيف لبحث كيفية إدخال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في السودان في ظل منع الحكومة دخول الإغاثة لكن مصادر حكومية نفت ذلك.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *