الدكتور موسى خدام يكتب: غياب “العدالة الاجتماعية” في السودان .. من أعظم “أسباب الحروب” .!!
- غياب “العدالة الاجتماعية” في السودان .. من أعظم “أسباب الحروب”.
- الدكتور موسى خدام محمد ..
العدالة الاجتماعية هي العدالة من حيث توزيع الفرص والامتيازات داخل المجتمع . غالبًا ما يشير مفهوم العدالة الاجتماعية إلى عملية ضمان قيام الأفراد بأدوارهم المجتمعية والحصول على ما يستحقونه ، وتختص العدالة الاجتماعية بالحقوق والواجبات في مؤسسات المجتمع ما يمكّن الناس من الحصول على الفوائد الأساسية والتعاون وتشمل العدالة الاجتماعية ايضا الحريات الأساسية : حرية الفكر، حرية التعبير ، حرية التجمع، حرية العمل المشترك، حرية التنقل، حرية اختيار الوظيفة.
السودان في حاجة ملحة لتحقيق العدالة الاجتماعية، فالمساواة الاجتماعية هي الطابع المبتور الذي يعكر صفو الحياة في هذا البلد المترامي الأطراف ، وعندما استحوذت الأحزاب السياسية على السلطة لم تعط هذه المعضلة أهمية متزايدة بل عملت على تأجيج الصراعات التي تأخذ هذا البعد القبلي من أجل التغطية على سوء إدارتها وفسادها ونضوبها الفكري، وقد تصاعدت الحروب التي ألحقت الأذى والضرر بالمجتمع وما تزال تتصاعد، وربما تخضع هذه النزاعات لاعتبارات قانونية وأيديولوجية متشابكة ولكن السبب الأهم لاندلاعها هو التمايز الطبقي والخلل الاجتماعي .
إن مشكلة السودان اجتماعية مع التسليم أن السياسة قد زادت الأمور تعقيدا ، فمعظم من توافدوا على كرسي الحكم كانوا من النخب، وهذا النمط أقرته هذه النخب بالتحريف والتهميش، فسيطرتها علي الحكم لا يحتاج منا إلى نفي أو تأكيد، وينبغي أن نقر أنه وليد تعميم وانتقائية وكأن المناصب الرفيعة أمست حكراً عليهم وحدهم دون سواهم، كل هذه الممارسات تبرهن أن السودان لم يكن كتلة واحدة مترابطة .
لابد من الانتباه لهذه المشكلة ولهذا الخلاف التاريخي، ومحاصرة هذه المشكلة والقضاء عليها وألا تستمر لعقود قادمة ، ولن نتحرر من كل هذه العلل إلا بالالتفاف حول الوطنية والعض عليها بالنواجذ، فنحن سودانيون وكفى، لن تجدي التغييرات السياسية والدستورية نفعاً طالما لم نجد في استئصال هذا الداء الكامن في الدواخل، ولن نملك رؤية متكاملة للإصلاح إذا لم نقيم هذا التوازن .