فاطمة لقاوة تكتب: نِعمة الباقر!الإنحراف عن طريق الحياد والمهنية .!!

52

 

ما زِلت أتسائل عن الدوافع الأساسية التي أجبرت الصحفية نِعمة الباقر أن تتخلى عن الحياد والإلتزام بالمهنية والإحترافية في التقارير الإستقصائية الأخيرة التي قامت بها،والتي أفقدت “نعمة” الكثير من المؤيدين وأكسبتها عدد مهول من الرافضين والناغمين عليها.

الصحفية نعمة الباقر ظهرت كصحفية إستقصائية في القارة الأفريقية وذاع صيتها في السودان في(٢٠٠٨م)تقريباً عندما قامت بعمل صحفي إستقصائي وسط أدغال وأحراش دارفور وهي تحاول الوصول ل(محمد حمدان دقلو حمدان)قائد قوات الدعم السريع الذي خرج مغاضباً المركز رافضاً لإستغلال جهود قواته دون إنصافها وتقنين وضعها،وقد إستطاع بحركته زكية في ذاك الوقت من تحقيق أهدافه وثبت واقع أفضل لقواته .

أظهرت نعمة الباقر في عملها الإستقصائي في ذاك الوقت مجهوداً أثبتت من خلاله إجتهادها وعزمها في تحقيق هدفها من العمل الصحفي الإستقصائي وإلتزامها الحياد التام والمهنية والمصداقية وتكبدت مشاق السفر وسط غابات دارفور،واخرجت مادة إعلامية لفتت إنتباه الجميع،ولكن فجأة تبدلت حال الصحفية نعمة الباقر التي أصبحت أكثر تنعماً ،ولجأت لتجهز تقارير إستقصائية مضروبة بنت فصولها على المعلومات السِماعية بعيداً عن المهنية والحياد،وأصبحت نعمة الباقر تغرق في أتون الإنحياز ،وظهرت حولها الشُبهات عندما تحدث البعض عن جولاتها السابقة في السودان قُبيل حرب ١٥/أبريل برفقة ضابط يحمل رُتبة 《نقيب في الإستخبارات》، وبدأت نعمة في فبركة تقارير لا علاقة لها بالعمل الإستقصائي المُحِترف وأظهرت فيها العداء السافر لقوات الدعم السريع ومحاولة إلصاق التُهم ضد قياداتها دون مُبرر يقنع المُتلقي للتقارير ،فأصبحت نِعمة الباقر جزءاً من قائمة الصحفيين الذين مهدوا للحرب في السودان.

نعمة الباقر التي ظهرت في بعض اللقطات وهي تتباكى أمام خالها وتترجاه بأن لا يعود للسودان خوفاً عليه من الحرب !هل تُدرك النعمة مرارات الحرب فِعلا ؟!وكيف لحواء السودانية التي تعيش أسوأ حالات المُعاناة وهي تشاهد زوجها واخوها وإبنها وابوها الذين يتم ذبحههم أمام أعينها ،ويتراقص أشرار البرهان على جُثثهم التي تم التمثيل بها وحمل رؤسهم المبتورة ،وأياديهم المقطوعة أمام كاميرات الهواتف في منظر لا يمت للإنسانية بِصلة.

نِعمة الباقر التي لا تتورع عن نقل الأكاذيب من أجل تحقيق كسب سياسي لمن رأوا ذلك،وهي تحاول تجريد قوات الدعم السريع من سودانيتهم في إنحياز غير أخلاقي للإسلاميين الذين يديرون الحرب في السودان،وتلجأ لبناء تقارير كاذبة بنتها على أقوال سماعية وإملاءات من جِهات معروف لا أدري هل إستجابة النعمة لهم خوفاً أم رغبة منها؟!ولماذا نعمة الباقر لم تكلف نفسها كسابق عهدها وتنزل للسودان وتجتهد في إستقصاء الحقائق دون مجاملة ،لتحافظ على مكانتها الصحفية ومصداقيتها مع جمهورها؟!.

هذة الحرب رغم سوأتها ،إلاَّ إنها فضحت الكثيرين الذين كانوا يتدثرون بثوب القومية ويتمشدقون بالمناداة بدولة المؤسسات لا الشُلليات ،لكنهم اليوم أول من وقعوا في مستنقع الشُلليات المناطقية،بهدف المحافظة على إمتيازاتهم ومصالحهم التي كسبوها من المركز.

أول أمس عندما قرأت تقرير نعمة الباقر الكذوب إستفزني ذلك فأخذت رقم هاتفها وراسلتها على الواتساب ،وأبديت لها رفضنا للتقرير الذي لم يلتزم بالمنهجية والمصداقية المهنية،وأوضحت لها بأن من الضرورة أخذ المعلومات بمصداقية وشفافية،وأننا في قوات الدعم السريع نرفض هذا التقرير ،الذي لم يلتزم بالمصداقية والشفافية.

جاء رد الصحفية نعمة الباقر خجولاً غير مُقنع عندما أشارت بأنها قد حاولت التواصل معنا في مؤسسة الدعم السريع ولم تجد إجابه!لم تكن 《نعمة الباقر》صادقة فيما تقول ،ولم تتواصل مع أي طرف من أطراف قوات الدعم السريع كما زعمت،ومن حق قوات الدعم السريع تقديم شكوى رسمية لقناة CNNوترفض الأكاذيب المصاحبة للتقرير.

بعيداً عن الخطوات الرسمية التي من حق قوات الدعم السريع إتخاذها ،إنني اليوم أكتب هذا المقال بمثابة جهاز إنزار مُبكر للزميلة الصحفية (نعمة الباقر)التي كُنا نكن لها الإحترام ونشجعها على عملها الصحفي الإستقصائي الشاق ،ولكننا اليوم نهمس في أُذنها إن كانت تستطع السِماع لنقول لها:إلتزمي الحياد يا نعمة !وعودي لوضعك السابق دون تحيز أو إملاءات ،أو إصطفاف !حاولي فهم طبيعة الصراع السوداني الدائر اليوم وأربطي ماضي التعقيدات السياسية كافة وتراكمية الأزمة السودانية،وإستقصي الحقائق من مصادرها،ولا تحاولي مسح تاريخك الصحفي بالإصطفاف الأعمى والتحيز،وتدليس المعلومات وفبركتها.

إن الذين يقاتلون في صفوف الدعم السريع الآن هم الغلابة من شبابنا السوداني،ولا تستطيعوا تجريدهم من سودانيتهم مهما إجتهدوا.

أن قوات الدعم السريع في قُرى ومُدن الجزيرة وغيرها من المناطق التي دخلتها مُحررة،قامت بتقديم خدمات إنسانية وساعدت في معالجة بعض القضايا الإجتماعية ،وأن هناك لجان طورائ تتبع للدعم السريع ،ولجان محاربة الظواهر السالبة،إلاَّ أنني كما ذكرت لك في الخاص أقول:جاءت هذة الحرب بعد ٣٠سنة لحكم الإنقاذ الفاسد المُفسد ،الذي تغلغل فساده في نفوس المواطنيين ،وأنني شاهد عيان في حرب ١٥/أبريل ،بحكم وجودي في الخرطوم منذ إنطلاق أول طلقة في المدينة الرياضية في الساعة ٦:٣٠صباحاً عندما هاجمت كتائب الإسلاميين وجيش البرها، قوات الدعم السريع،إلى ١٥/يوليو!،رأيت بعيني كيف طيران البرهان حصد أرواح المفوجيين والمستجدين العُزل في كرري،وكيف قاموا استخبارات الكيزان بكسر السجون وإخراج المجرمين،وكيف المواطنين يقوموا بسرقة البيوت والمنازل في الخرطوم بصورة تُبين الحِقد والغًبن الطبقي الذي أحدثته سياسة الإنقاذ،ورأيت كيف أن إستخبارات البرهان تقوم بتسليح عصابات كتائب الظل وتلبسهم ملابس الدعم السريع ليقوموا بتنفيذ جرائم ممنهجة ويوثقوا لها ،ورأيت كيف إستخبارات الكيزان تعتقل وتصفي الشباب السوداني فقط بزريعة الإنتماء لمكونات إثنية معينة،وما زالت هذة الأفعال مستمرة الآن والشواهد في ذلك تحتاج لكتب متعددة تحكي الروايات المُفزعة والمُحزنة التي قد تفوق حكايات ريا وسكينة.

رأيت بأم عيني كيف يحاول العطا والإسلامويين تحويل الصراع ليصبح حرب أهلية شاملة،لذلك إن كنتي ما زلتي ملتزمة بالمِهنة الصحفية فعليك بمراجعة مواقفك والعودة للعمل الإستقصائي رغم متاعبه وإلاَّ فهنيئا لك الإنحياز والإصطفاف ،ولكن ضعي في حساباتك بأن العالم اليوم أصبح قرية ومن الصعب تمرير الدجل والأكاذيب والتي لا يمكن أن تخلق رأي عام كما تتوهمون الآن. أعلموا أن الحقيقة دائما تعلو ولا يُعلى عليها.

ولنا عودة بإذن الله.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *