ضابط كبير متقاعد بالجيش: لهذه الأسباب .. الجيش السوداني “إتهزم” من أول يوم لإندلاع هذه الحرب الكارثية.

208

الفريق معاش، ع. م. ا ..

لهذه الأسباب .. الجيش السوداني “إتهزم” من أول يوم لإندلاع هذه الحرب الكارثية.

ببساطة شديدة جدا وبحكم خبرتي العسكرية الطويلة في قيادة المتحركات والتشكيلات القتالية في حرب الجنوب وقيادة العمليات المركزية وقيادة قوات أممية لحفظ السلام في عدد من الدول الإفريقية أستطيع أن أقول الجيش السوداني إتهزم تماما من أول يوم لإندلاع هذه الحرب الكارثية المدمرة وذلك للأسباب الآتية..

أولا.. تمت محاصرة قيادة الجيش حصارا محكما لا فرار منه داخل أسوار القيادة العامة لم ينجح الجيش في فكه أو كسره بكافة الطرق والاسس العسكرية المعروفة والمتبعة في فك وكسر الحصار الذي ظل مستمرا إلى يومنا هذا ما عدا حالات قليلة سنتطرق لها لاحقا ..

وقعت تحت هذا الحصار قيادة الجيش بكاملها ما يعني أن هذا الحصار لم يقع تحته قادة ميدانيين يسهل تعويضهم أو إستبدالهم بآخرين يمكنهم سد الفراغ بل وقعت تحت الحصار كل القيادة وبكامل أركانها ومن أعلى قمة هرمها…

القائد العام الفريق أول عبدالفتاح البرهان ذات نفسه قبع تحت هذا الحصار لعدة شهور وكذلك نائب القائد العام الفريق أول شمس الدين كباشي وخرجا بطريقة لا علم لنا بها إذ خرجا وإستمر الحصار في حاله دون تغيير …

الفريق أول محمد عثمان الحسين رئيس هيئة الأركان ما زال تحت الحصار..

الفريق أول مبارك كوتي المفتش العام للجيش وقع تحت الأسر في أول ساعة لإندلاع الحرب ..

الفريق خالد عابدين الشامي نائب رئيس هيئة الأركان إمداد ما زال تحت الحصار ..

الفريق عباس حسن الداروتي نائب رئيس هيئة الأركان عمليات ما زال تحت الحصار…

اللواء محمد علي صبير رئيس هيئة الإستخبارات العسكرية ما زال تحت الحصار ..

فضلا عن العديد من قادة الوحدات والفرق والأفرع المهمة تم تقديرهم بخمسين قائدا كلهم تحت الحصار منذ اليوم الأول للحرب حتى يومنا هذا …

ثانيا… فشل الجيش في إستدراج العدو إلى خارج المدينة وفقا لخطط الإستدراج المعروفة في العلوم العسكرية والإشتباك معه بعيدا عن المواطنين والمرافق المدنية بل تم إستدراج الجيش نفسه إلى حرب مدن وشوارع لا خبرة له ولا دراية بها وتم فيها إستخدام جميع أنواع الأسلحة بما فيها الطيران مما تسبب في خسائر ضخمة للمدنيين في الأرواح والممتلكات ..

ثالثا.. عدم مقدرة الجيش على حصر الحرب في مواقع محددة داخل العاصمة أو إفراغ العاصمة من السكان وحصر الحرب داخلها والسماح بتمددها لتشمل أكثر من ثلثي مساحة البلاد ..

رابعا.. عدم توفر تشكيلات كافية من القوات البرية أو المشاه والتي تعتبر عاملا مهما وحاسما في العمليات الميدانية …

خامسا.. نقص الإمداد اللوجستي من سلاح وذخائر ومركبات وغيرها من المعدات والمهمات العسكرية والعملياتية على وجه التحديد إما بإستيلاء العدو عليها أو تمكنه من قطع طرق الوصول أمامها وبالتالي الإستحواذ عليها أو تدميرها..

سادسا.. عدم توفر وإنسياب المعلومات الإستخباراتية عن تحركات وتشكيلات وتجمعات العدو وتحديد خطوط إمداده لقطعها و سد الطريق أمامها وهذا أيضا من العوامل العملياتية الحاسمة ..

سابعا .. الترهل الكبير في جسد الجيش ووجود عدد كبير من الضباط دون مهام نسبة لعدم وجود قوات ميدانية تناسب عددهم وتعمل تحت إمرتهم وقيادتهم وتوفر الضباط بأعداد تكاد تكون متساوية بين الضباط وما دونهم من مستويات ورتب..

نكتفي بهذه النقاط السبع ونمسك عن أشياء أخرى كثيرة لأن الوقت والظرف الآن لا يسمحان بنشرها…

في ظل وجود العوامل المذكورة عاليه وغيرها من الذي نمسك عن ذكره الآن لا يمكن لهذا الجيش أن ينتصر ولو ظل يقاتل لمئة عام ما لم تحدث فيه الإصلاحات المطلوبة لمعالجة هذا الخلل البنيوي

والهيكلي في صفوفه المترهلة غير المتناسقة..

في ظل غياب القيادات المهمة والأساسية اما بالوقوع في الأسر أو تحت الحصار يظل وضع الجيش مثل فريق كرة القدم الذي يخوض مباريات مهمة ومصيرية في ظل غياب المدرب والجهاز الفني بأكمله وكذلك الجهاز الإداري وغياب حارس المرمى الأساسي وقلب الدفاع وراس الحربة وغيرهم من الأساسيين والدفع بلاعبين غير مهيئين وغير مواظبين في محاولة يائسة لسد الفراغ الكبير وليس النقص فحسب.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *