إيهاب مادبو يكتب: “العطا” .. والتوقيت الخطأ.!!
إيهاب مادبو يكتب:
“العطا” .. والتوقيت الخطأ.!!
كلما كانت هناك بارقة أمل للسودانين حول إيقاف الحرب وإنهاء معاناتهم بسبب الحرب ، جاءت تصريحات ياسر العطا مثبطة ومحبطة للآمال حول صيرورة الحرب وإنعكاساتها الكارثية على حياة الملايين من السودان الذين يرزحون تحت خطوط المعاناة والمأساة .
تفاعلت جموع السودانيين بمباحثات جنيف حول بإعتبارها فرصة تشجع الطرفين على ضرورة الوصول الى وقف إطلاق النار وهدنة طويلة الأمد للأغراض الإنسانية بما يضمن ذلك إنسياب المساعدات الإنسانية للمتضررين وحماية المدنيين بمناطق النزاع.
وفي الوقت الحالي، تثير تصريحات ياسر العطا، عضو مجلس السيادة الانتقالي ، جدلاً واسعاً وتثير المخاوف من تفاقم الوضع السياسي والأمني في البلاد. يركز الجدل حول استراتيجياته الإعلامية وطموحاته الشخصية والسياسية، مما يسلط الضوء على التحديات التي يواجهها السودان في سعيه نحو الاستقرار والتقدم.
وتعكس تصريحات العطا، تحولاً في الخطاب السياسي والدبلوماسي السوداني، حيث يتناول قضايا تقسيم البلاد وتصعيد الفوضى، مما يثير مخاوف من تقويض الوحدة الوطنية وزعزعة الاستقرار. يأتي هذا في ظل تحديات كبيرة تواجه السودان، بينها الحاجة إلى تحقيق التوافق والتضامن الوطني لإيقاف الحرب وللتغلب على الأزمات المستمرة.
حيث تعتمد استراتيجيات ياسر العطا، على زعزعة الاستقرار وإثارة الفتنة داخل البلاد، من خلال تقديم تصريحات تهدف إلى تفاقم الانقسامات وزعزعة الوحدة الوطنية. هذا ينعكس سلباً على الوضع السياسي والاجتماعي، مما يجعل التعاون والتوافق بين الأطراف المعنية أمراً حيوياً لتجنب التدهور الأمني والسياسي.
وتصريحات العطا تدلل على وجود خلافات داخل القيادة العليا للجيش، ما قد ينذر بتداعيات على وحدة القرار العسكري ، وهذه الخلافات تدور حول أمرين احدهما متعلق بالعمليات العسكرية والآخر متصل بالمسار السلمى لمناقشة اجندة الحرب حول طاولة المفاوضات.
وتأتى تصريحات العطا متسقة تماما مع مخاوف الإسلاميين من إنهاء ازمة الحرب التى اشعلوا حريقها بالسودان وهو الموقف الرسمى لجماعة الاسلام السياسي من سياقات الحرب وخطابها مما ساهم فى ذلك فى تمكنهم من السيطرة على الجيش وإختطاف القرار السياسي والعسكرى
ويرفض الاسلاميين مبدئيا إستئناف عملية التفاوض بتهديد قيادات الجيش التى اصبحت تتخوف من تحولات الحرب العبثية وتداخلاتها بعد سيطرة الاسلامين على المؤسسة العسكرية واستخدامها فى حربهم السياسية التى جاءت فى الأساس انتقاما من ثورة ديسمبر كهدف إستراتيجى يقطع الطريق على تطلعات السودانيين فى التحرر والإنعتاق.
والسؤال الموضوعى هل تأثر تاثيرات ياسر العطا على سير مباحثات جنيف والتى ربما تفضي الى هدنة طويلة الامد وتعمل فى ذات الوقت لتهيئة مناخات الحوار المباشر بما يفضي الى إستئناف منبر جدة ؟
والإجابة على السؤال قطعيا بالنفي وهذا مستوحي من جدية المجتمع الدولى هذه المرة على مناقشة قضية الحرب فى السودان بصورة اكثر فاعلية مما سبق وتؤكده كذلك مداولات اعضاء مجلس الامن الذين اشادوا بمباحثات جنيف بين الطرفين حول المسالة الإنسانية .
ومن الواضح وتاكيدا لفرضية الإجابة قد تحدث إنقساما حول الموقف من الحرب بين الإسلامين والجيش بما يفضي الى (طلاق) بائن بينونة كبري وهذا الامر سوف تكون فاتورته مثقلة بالجراحات الإ إنها قد تكون روشتة لتعافي الوطن.