لنا مهدي: قتلة خميس أبكر يختبئون خلف قاض ٍ مأجور لمحاكمة القادة حميدتي وعبد الرحيم

“قتلة خميس أبكر يختبئون خلف قاض ٍ مأجور لمحاكمة القادة حميدتي وعبد الرحيم”
بقلم: لنا مهدي
*مدخل للخروج:يا معشر البلهاء هل القائد حي وتجري محاكمته غيابياً أم من يظهر للعالم هو ذكاء اصطناعي؟!*
ما يجري في بورتسودان ليس محاكمة بل استعراض بائس لسلطة فقدت شرعيتها ومصداقيتها معاً سلطة ترتجف من ظل قوات الدعم السريع فتستنجد بورقة اتهام ومذكرة توقيف وميكروفون صدئ لتخاطب نفسها أمام جمهور غير موجود
دور القاضي مأمون الخواض في هذه المسرحية لا يختلف عن دور الملقن في مسرح المدرسة يقرأ نصاً كتبه جهاز استخبارات فقد السيطرة وأراد أن يوهم الداخل والخارج بأن الدولة ما زالت تعمل وأن هناك قضاء وقانون بينما الحقيقة أن من يقود بورتسودان اليوم هم بقايا منظومة متهاوية لا تجيد سوى تلفيق التهم وتوزيع صكوك الإدانة على من يعارض مشروعها الفاشل
النائب العام الفاتح طيفور جاء إلى الجلسة كأنه يخرج من سبات عميق يتحدث عن القصاص وسيادة حكم القانون وكأن آلاف المدنيين الذين سقطوا تحت قصف طيران جيشه لا وجود لهم وكأن معتقلات جهاز الأمن خالية من الأبرياء وكأن القانون لا يبدأ ولا ينتهي عند فوهة البندقية التي يحتمي بها هو وسادته في اللجنة الأمنية
التهمة الموجهة لقادة الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو والفريق عبدالرحيم حمدان دقلو تهمة سياسية لا قضائية والهدف منها ليس العدالة بل محاولة يائسة لتجريم من كشف جرائم الجيش وكتائب الإسلاميين في دارفور من واجههم عسكرياً في الميدان وعرى مشروعهم القديم الذي تعفن في غرف السلطة والنفاق
تقول المسرحية إن حميدتي أمر بقتل الوالي خميس أبكر وتقول إنه تم التمثيل بجثته وتقول إن الأدلة دامغة والحقيقة أن لا أحد رأى شيئاً لا وثائق لا شهود لا تحقيق مستقل فقط سردية مرتبة مسبقاً جرى تمريرها من غرفة إعلامية إلى أخرى حتى وصلت قاعة المحكمة كما هي بلا تمحيص ولا مهنية ولا حياد
وفي تلفيق وتهافت فاضح فات على هيئة الاتهام الباطل، أن كل الشعب السوداني قرأ البيان الذي أصدره الأمين العام لحزب الوالي خميس أبكر يوم مقتل خميس بأن خميس قتلته المليشيات العربية المتحالفة مع الجيش، موجهاً أصابع الاتهام مباشرة للاستخبارات العسكرية.
لكن الأهم من كل ذلك أن من يلاحق القائد محمد حمدان دقلو ورفاقه في ساحات المحاكم هو ذاته من يعجز عن مواجهتهم في ساحات القتال من يطلق الأحكام على الورق هو من انهار على الأرض من ينادي بالقصاص هو من مارس الإبادة الممنهجة وحرق المدن وخطف الأطفال واحتضن الإرهاب وجنده في القصر الرئاسي
إن هذه المحكمة المهزلة لن تعيد هيبة القضاء ولن تغسل يد السلطة من دماء الأبرياء ولن توقف مشروع حكومة السلام الذي انطلق من رحم الحرب ليبني سوداناً جديداً خالياً من عصابة المذكرات الجاهزة ومحاكم الاستئجار السياسي
سيظل الدعم السريع في وجدان هذا الشعب لأنه قاتل من أجل كرامته لا من أجل كرسي وسيظل حميدتي وعبد الرحيم رمزين لتحرير الإرادة الوطنية لا خصمين أمام قاضٍ يتلقى تعليماته من جهاز فقد كل شيء حتى صورته أمام مرآته
ولهذا نقولها دون مواربة لا شرعية لمحكمة تصدر أوامرها من فندق ولا عدالة في وطن تحكمه الطائرات المسيرة ولا كرامة لقضاء ينفذ تعليمات لجنة أمنية هاربة من الهزيمة من يحاكم حميدتي اليوم هو نفسه من يخشى اسمه ومن يهاجم الدعم السريع هو من هرب أمامه وترك الخرطوم تحترق بجبنه وسقوطه وسيعلم الجميع أن هذا الشعب لا تؤثر فيه مسرحيات العدالة المزيفة ولا يخدعه خطاب النائب العام ولا يغفر لقاتل ادعى الفضيلة بينما يداه تقطران دماً إن هذه المحكمة لن تسجن قائداً بل ستدفن ما تبقى من هيبة سلطة تحاكم أبطالاً وتترك المجرمين يعبرون المنصات في زي المسؤولين