كيكل وجبريل: انفجار التناقضات داخل معسكر الحرب السوداني!

“الفوران والتنافس على السلطة يشعلان المعركة بين حلفاء الجيش”
وكالات – بلو نيوز الاخبارية
في مشهد يعكس تعقيدات الصراع السوداني المستمر، اشتعلت الخلافات داخل معسكر الحرب بين حلفاء الجيش السوداني الصراع بين جناحي حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم ودرع السودان بقيادة أبو عاقلة كيكل يكشف عن انقسام داخلي واضح، يعكس حالة التوتر والغليان في صفوف المجموعات المسلحة. هذا التنافس ليس فقط على النفوذ العسكري، بل أيضًا على فرض السيطرة السياسية في ظل غياب رؤية واضحة لوقف الحرب التي لم تزل تفتك بالبلاد.
بداية الاشتباك:
اندلعت الأزمة إثر انتقادات وجهها أبو عاقلة كيكل لوزارة المالية التي يترأسها جبريل إبراهيم، حيث اتهمها بعدم الاهتمام بمشروع الجزيرة، الذي يعد أحد أعمدة الاقتصاد السوداني، وفي خطاب حماسي لجمهوره، قال كيكل: “مافي سبب واحد يخلي وزارة المالية ترفع يدها عن إنسان الجزيرة البسيط وحقنا بنجيبوه من أي زول قاعد فوق”، وهذه التصريحات أشعلت فتيل الحرب الكلامية بين الطرفين، حيث سارعت حركة العدل والمساواة بنشر مقال على موقعها الرسمي هاجمت فيه كيكل بشكل حاد، واتهمته بارتكاب جرائم ضد المدنيين ونهب ممتلكاتهم.
ورغم سحب المقال بسرعة، إلا أنه ترك وراءه سحابة من الجدل، ليطلق حربًا إعلامية بين الأطراف المتصارعة. فقد اتهمت حركة العدل والمساواة دعم السريع بفبركة المقال بهدف شق الصفوف الداخلية، بينما رد كيكل بنفي القضايا الموجهة إليه وموضحًا أنها مجرد محاولات لتشويه سمعته.
الحرب الكلامية:
سرعان ما تصاعدت التوترات بين الحلفاء، وأصبحت الساحة الإعلامية ساحة صراع جديدة، تتداخل فيها الأجندات السياسية العسكرية، ورغم محاولات تقديم اعتذارات من طرف جبريل إبراهيم، إلا أن ذلك لم يهدئ الأوضاع، بل على العكس، زاد من تعقيد الأمور، الحركة نفسها نأت بنفسها عن الاعتذار، وأكدت أن المقال المسيء يعبر عن رأي فردي، ما كشف عن انقسامات أعمق داخل صفوفها.
البحث عن الشرعية والمكاسب:
المحلل السياسي “عمر سفيان سالم” يرى أن ما يحدث ليس سوى صراع على المكاسب المادية والسياسية، وقال: “ما يحدث هو صراع للسيطرة على الشرعية والموارد والنفوذ، الأطراف المتصارعة تبحث عن طرق لتلميع نفسها وإظهار قوتها عبر انتصارات متوهمة، بينما في الواقع يسعى الجميع للاستحواذ على مقاعد السلطة والمكانة العسكرية.
وأشار سفيان إلى أن التناقضات التي نشأت بين الحركات المسلحة تظهر بشكل واضح عجزهم عن التوحد على قضية واحدة، مما يجعل الصراع أكثر تعقيدًا، وأضاف: “هذه المعركة ليست من أجل قضية وطنية بل من أجل مصالح شخصية.”
من المستفيد؟
في الوقت الذي يتصاعد فيه الصراع بين أطراف معسكر الحرب، يرى بعض المراقبين أن المستفيد الأول من هذه الانقسامات هو الدعم السريع، وقال القيادي السابق بحركة تحرير السودان – القيادة العامة، آدم عوض، بأن التشرذم داخل الحركات المسلحة يعزز موقف الدعم السريع ويضعف أي تحالفات مستقبلية قد تواجه طموحاته العسكرية والسياسية. “أي انهيار داخلي بين هذه المجموعات سيكون بمثابة هدية للدعم السريع”، يقول عوض.
وتابع عوض أن هناك أيضًا أطرافًا أخرى تسعى لاستغلال هذا الصراع، مثل القوى الإسلامية التي ترى في الفوضى الحالية فرصة لتقوية مواقعها، وتحقيق أهدافها السياسية، مع محاولة جر كيكل إلى المعركة ضد البرهان، ليُصبح جزءًا من المعركة الكبرى.
الخاتمة:
بالتوازي مع تصاعد الأحداث، يزداد القلق بشأن المستقبل السياسي والعسكري للسودان، فمن الواضح أن معسكر الحرب يواجه تحديات داخلية قد تؤدي إلى تفككه، خاصة في ظل هذه التناقضات الواضحة بين حلفائه، ولعل الصراع الدائر بين كيكل وجبريل هو مجرد فصل من فصول أزمة أكبر، قد تشهد الأيام القادمة مزيدًا من الانقسامات والتطورات التي ستشكل مستقبل السودان، وسط غياب أفق سياسي واضح.
نقلا عن وكالة راينو