ايهاب مادبو: الإخوان والسلاح الكيميائي

الاستاذ إيهاب مادبو.
بقلم: إيهاب مادبو
يذكر السودانيون في مطلع التسعينات، وأبان غزو صدام حسين للكويت إن تنظيم الحركة الإسلامية، قد قرر الوقوف بجانب الرئيس العراقي صدام حسين وخرجت مسيراتهم تجوب شوارع الخرطوم وهي تهتف
إضرب إضرب ياصدام
بالكيميائي ياصدام
ومنذ ذلك الحين، كان تفكير جماعة الإخوان المسلمين في السودان، إمتلاك هذا السلاح الخطير والمهدد للبشرية، وقد سعت خلال صفقات سرية مع إيران الي إمتلاكه وفقاً لتقارير صحفية، أفادت في وقتٍ سابق الي إستخدام الجيش السوداني لهذا السلاح في إقليم دارفور بحسب تقرير لمنظمة العفو الدولية يتحدث عن 30 هجومًا للجيش السوداني على منطقة في غرب دارفور العام 2016، استخدم فيها أسلحة كيميائية؛ ما أدى إلى مقتل وتشويه مئات الأشخاص.
ومن القرائن الأخرى، التي تثبت إستخدام الجيش وكتائب الإخوان لهذا السلاح ،هو تهديد صريح من إحدى المنصات التابعة للجيش باستخدام غاز الخردل وأسلحة كيماوية في الأنفاق والمناطق التي تنطلق منها قوات “الدعم السريع” في وسط وشرق الخرطوم، وذلك بعد سيطرة الدعم السريع على مخازن استراتيجية للأسلحة في غرب العاصمة.
إلا أن الكشف الأكبر في مسألة استخدام الجيش السوداني لأسلحة كيميائية، جاء عبر صحيفة “نيويورك تايمز” في يناير الماضي، حين نقلت عن 4 مسؤولين أمريكيين أن الجيش ومليشيات الإخوان قد استخدمت تلك الأسلحة “مرتين على الأقل.
واضافت الصحيفة الأمريكية حينها أن الجيش السوداني استخدم الأسلحة الكيميائية، في مناطق نائية من البلاد، ضد عناصر من قوات الدعم السريع، لافتة إلى خشية الأمريكيين من استخدامها في مناطق تكتظ بالسكان في العاصمة الخرطوم.
ورجحت مصادر أن الأسلحة الكيميائية التي استخدمها الجيش السوداني، هي غاز الكلور، والذي عند استخدامه كسلاح، يُمكن أن يُسبب ضررًا دائمًا للأنسجة البشرية، وفي الأماكن الضيقة، يُمكن أن يُغير الكلور الهواء المُتنفس؛ ما يؤدي إلى الاختناق والوفاة.
واستُخدم الكلور كسلاح لأول مرة خلال الحرب العالمية الأولى، ويُحظر استخدامه في القتال بموجب القانون الدولي. في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، استخدمته الفصائل المسلحة في العراق كسلاح في هجمات على القوات الأمريكية. كما استُخدم في قنابل بدائية الصنع من قِبل مقاتلي داعش ونظام بشار الأسد في سوريا.
ومن الأسحلة المحرمة وشديدة الفتك، استخدم الجيش السوداني أيضًا “البراميل المتفجّرة”، وهي اتهامات مباشرة وجهتها قوات الدعم السريع للجيش، وتحديدًا في ولايات دارفور والجزيرة والخرطوم وكردفان، مؤكدة أنها استهدفت المدنيين الأبرياء.
لم يستخدم البرهان السلاح الكيماوي فقط ضد مواطنيه، بل استخدم أيضاً الغذاء كسلاح عندما أمر بمنع دخول المساعدات الإنسانية والطبية للمحاصرين المدنيين في مناطق القتال سواء في أم درمان أو في دارفور، وقبلها في مدينتي الخرطوم وود مدني، وزاد على كل هذا استخدام الميليشيات الإخوانية والداعشية في الجيش السوداني الطيران الحربي ضد الأعيان والأهداف المدنية في 10 ولايات سودانية منذ اندلاع الحرب.
وساهم استخدام الجيش السوداني الاسلحة الكيماوية والطيران الحربي، وعدم احترام قوانين الحرب التي تحمي المدنيين أثناء الصراعات في رفع عدد القتلى، وفق تقديرات الأمم المتحدة لنحو 150 ألف قتيل، ونزوح نحو 13 مليون سوداني منهم 4 ملايين خارج البلاد، وانعدام الأمن الغذائي لنحو 70% من السكان، وتدمير البنية التحتية بالكامل في الخرطوم وولايات دارفور وكردفان.
لقد عمل الإخوان في السابق مع أسامة بن لادن ويعملون حالياً مع الكتائب والمجموعات والتنظيمات التكفيرية والداعشية شديدة التطرف، فهناك كتائب متطرفة أخرى ذات علاقة بالحركة الإسلامية القومية مثل ما يسمى “كتيبة أنس، والبرق الخاطف، وكتيبة الطيارين، وجنود الحق، وعبد الله جماع، وأنصار دولة الشريعة” وهي كتائب لا تختلف عن “القاعدة” و”داعش”، لأنهم ينتمون لما يسمى بالسلفية الجهادية، وهؤلاء يمثلون أكبر عقبة أمام أي محاولة لوقف الحرب.
والواضح أن تنظيم الإخوان في السودان مثل غيره من التنظيمات المتطرفة التي ساهمت في اندلاع الصراعات والحروب وتسببت في كل أنواع المآسي والمعاناة، وهو ما يستوجب تشكيل تحالف دولي لمكافحة الإخوان على غرار التنظيم الدولي لمكافحة داعش في سوريا والعراق، لأن ميليشيا التنظيم وأفكاره التكفيرية والظلامية العابرة للحدود تحتاج أيضاً إلى جهد عالمي استخباراتي لمواجهة كل أساليب التحايل والخداع.