إعادة تدوير رموز المؤتمر الوطني في قضايا النوبة .. مسرحية جديدة على مسرح قديم

عمر منصور فضل: “لطفًا يا هؤلاء، تنحوا من أمام النوبة، فبلاوي هذا الإقليم لا تحل بالديباجات، بل بتصحيح المسارات وتحقيق تمثيل حقيقي وحر غير مرتهن لبطون أو جيوب أو سلطات”.
بلو نيوز الاخبارية – الخرطوم
في مشهد وصفه ناشطون بأنه “إعادة تعبئة العرقي القديم في كريستالات جديدة”، أُعلن مؤخرًا عن ميلاد جسم جديد تحت مسمى “المجتمع السياسي والمدني لجبال النوبة”، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا وسط أبناء الإقليم والمراقبين السياسيين، وسط اتهامات بأنه مجرد غطاء جديد لرموز قديمة ارتبطت بالمؤتمر الوطني البائد.
الكاتب والناشط السياسي عمر منصور فضل شن هجومًا لاذعًا على الكيان الوليد، واعتبره إعادة إنتاج مكشوفة لما كان يُعرف سابقًا بـاللجنة السياسية لأبناء جبال النوبة بالمؤتمر الوطني، واصفًا إياه بـ”وليد خديج وإخراج بئيس” تم تفصيله وتمويله من داخل أروقة السلطة.
وأشار منصور إلى أن ما يجري ليس سوى “مسرحية هزلية سيئة الإخراج”، تهدف إلى تسويق عناصر متحالفة مع السلطة باسم المجتمع المدني، متسائلًا بسخرية: “إذا كان هؤلاء جميعًا من رموز الحكومة أو حلفائها، فلماذا لا يُقدَّمون بصفاتهم الرسمية بدلًا من ارتداء عباءة المجتمع النوباوي؟”.
وانتقد منصور ما أسماه “سماسرة النخاسة السياسية” الذين يبيعون قضايا النوبة في سوق الولاءات، متهمًا شخصيات محددة باستخدام لافتات جديدة لتكرار ممارسات قديمة، قائلًا: “يمثلون على النوبة، لا باسمهم، بل بأسمائهم.. ويمثلون بهم!”.
واستعرض الكاتب قائمة طويلة من الكيانات والمبادرات التي ولدت وتكاثرت في السنوات الأخيرة تحت شعارات الوحدة والتمثيل النوباوي، معتبرًا أنها تعكس حالة من “التشرذم السياسي الممنهج” الذي يُدار بأدوات خارجية لخدمة أجندات السلطة، لا مصالح المجتمع.
وأضاف منصور أن التجارب السابقة أثبتت أن تشكيل أجسام من هذا النوع غالبًا ما يكون وسيلة لإلهاء الكوادر النشطة بالصراعات الداخلية حول النفوذ، بدلًا من توحيد الجهود لخدمة القضية النوباوية، مشيرًا إلى تجربة اللجنة السياسية بالمؤتمر الوطني التي حولت رموز النوبة داخل الحزب الحاكم إلى متناحرين “يتسابقون على رضا نافع علي نافع وعلي عثمان”.
وألمح إلى أن بعض الأسماء زُج بها داخل الجسم الجديد دون علم أو مشاورة، مثل المحامي عبدالقادر محمد النور دُربان الذي أعلن استقالته واعتذاره عن الانضمام.